تستضيف دمشق اكثر من 150 باحثاً عربياً من منظمات دولية في المؤتمر العربي الاقليمي حول «التربية ورعاية الطفولة المبكرة - السياسات والبرامج» الذي تنظمه وزارة التربية السورية بالتعاون مع مكتب «يونيسكو» الإقليمي - بيروت. ويتناول المؤتمر الذي ترعاه السيدة أسماء الأسد عقيلة الرئيس بشار الاسد، طوال ثلاثة أيام التوجهات الدولية والبرامج التكاملية وكيفية اعداد استراتيجيات وطنية في مجال تربية ورعاية الطفولة المبكرة والبرامج الإبداعية في هذا المجال، وادماج الطفولة المبكرة في التربية مع التأكيد على دور المجتمع الأهلي والتربية الوالدية. واستعرض وزير التربية علي سعد الجهود السورية في مجال رعاية الطفولة، والتي تكثفت خلال السنوات العشر الأخيرة نتيجة اهتمام السيدة اسماء بها على مستوى الدولة حيث «احدثت الهيئات وأقيمت المؤتمرات والنشاطات وتعمقت ثقافة عمل متجددة ونشأت «الهيئة السورية لشؤون الأسرة» و«هيئة الأولمبياد الخاص»، وإقرت الخطة الوطنية لحماية الطفل عام 2005 اضافة الى إطلاق مجموعة من المشاريع الجديدة التي تكيف المجتمع معها بسرعة للخدمات النوعية التي تقدمها ولمنهجيتها المتميزة، مثل مشروع «مسار» الذي يشكل جزءاً من مشروع «الأمانة السورية للتنمية» الذي انطلق عام 2005 متوجهاً لجميع أطفال وشباب سورية لتنمية مهاراتهم والمساهمة ببناء مستقبل بلدهم، مستخدماً الكثير من وسائل التعلم غير التقليدية في رحلة لا تعرف التوقف، منتقلاً في كل المدن والقرى السورية ومستقبلاً 1200 طفل وشاب أسبوعياً». وأوضح ان عدد المستفيدين من المشروع وصل الى 175 ألف طفل في أنحاء سورية، مشيراً الى مشاريع دمج الأطفال من ذوي الإعاقة في المدارس الرسمية وتأمين متطلبات هذه المدارس التي وصل عددها إلى 75 مدرسة دامجة موزعة على المحافظات، إضافة الى «المركز الإقليمي لتنمية الطفولة المبكرة» المعتمد من قبل «يونسكو» الذي سيقدم خدماته للمنطقة العربية في مجال عمله وقانون التعليم الخاص الذي أتاح افتتاح رياض تابعة للوزارة والمناهج الجديدة للمراحل. وأوضح مدير مكتب «يونسكو» الاقليمي عبد المنعم عثمان ان المنطقة العربية «تعاني تحديات كبيرة منها تدني نسبة الملتحقين في برامج الطفولة المبكرة ونقص الكوادر المتخصصة وضعف تنسيق في البرامج المقدمة للأطفال وتدني مستوى الخدمات في المناطق الفقيرة، اضافة الى ندرة البرامج التثقيفية المقدمة للآباء والأمهات». وأكد مدير «المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة» (إيسيسكو) غسان صالح، ان الانفاق على المرحلة المبكرة للطفولة «هو حق للطفل واستثمار واعد ومضمون النتائج ومرتفع الريعية على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي»، لافتاً الى ان «المؤتمر يشكل محطة مهمة في تطوير السياسات والممارسات الخاصة بالطفولة المبكرة وفي تعزيز القدرات الوطنية لبناء هذه السياسات».