على وقع أصوات الأسهم النارية التي اضاءت سماء منطقة الكسليك (شمال بيروت)، توّج الفائزون الأوائل في رالي لبنان الدولي ال33، الجولة الخامسة من بطولة الشرق الأوسط. وتميّز مجدداً بعنوان كبير هو "سطوة روجيه فغالي" الذي أحرز لقبه للمرة السابعة توالياً والثامنة في مسيرته، وهو رقم قياسي، وأكد طموحه لتعزيز هذا الانجاز قدر ما يستطيع ليبقى بعيد المنال. وأهدى فوزه إلى ملاحه روجيه نجيم الذي سيبتعد عن غمار المنافسة، بعدما حققا معاً 16 إنتصاراً. قاد فغالي ونجيم سيارة سكودا فابيا سوبر 2000 للمرة الأولى في هذا السباق الصعب الذي يقام على طرق معبدة، وإجتازا مسافة المراحل الخاصة ال14 البالغة مسافتها 255.64 كلم بزمن مقداره2.41.25.2 ساعة، متقدمين على الإماراتي خالد القاسمي والبريطاني مايكل أور (فورد فييستا سوبر 2000) بفارق 6.37 ثواني، واللبنانيين زياد فغالي وجهاد الهاشم (ميتسوبيشي لانسر ايفولوشن 7) بفارق 7.49 ثواني. وخاض السباق 42 طاقماً، وأكمله 21 منها وأبدى فغالي ارتياحه لعمل فريقه التقني "موتور تيون" الذي عدّل السيارة لتتناسب ومتطلبات الطرق اللبنانية الزلقة. وعلى رغم العطل في الترس التفاضلي الذي تعرضت له السيارة، استطاع ان يتابع المنافسة وإن ب"هدوء" في مراحل ضمن اليوم الأخير مستنداً إلى الفارق الزمني الذي أمّن تقدمه من بعيد في إختتام اليوم الثاني تحديداً. وإعتبر أن نسخة العام الحالي "من أصعب النسخ". ووصف فغالي مراحل السرعة الليلية ب"الرائعة". وقال: "شعور لا يوصف، لا سيما أن الجمهور أقبل بكثافة للمتابعة الميدانية. هذه الخطوة هي من أفضل ما فعله النادي المنظم"، متمنياً أن تنظّم راليات ليلية كاملة. وكان فغالي حقق أسرع وقت في المراحل الثماني لليومين الأول والثاني، وأكمل ضغطه مطلع اليوم الثالث، حيث فاز في المرحلة التاسعة في بلدة زندوقة متقدماً على مواطنيه نيك جورجيو (ميتسوبيشي لانسر ايفولوشن 10) وزياد فغالي. وفي المرحلة العاشرة جورجيو أسرع وقت خلال المرور الأول في كفريا، متقدماً على فغالي وجيلبير بنوت (ميتسوبيشي لانسر ايفولوشن 10)، لتشتعل المنافسة على مراكز الوصافة بين القاسمي، زياد فغالي، جورجيو وبنوت. (وتامر غندور (ميتسوبيشي لانسر ايفولوشن 9 وضغط بعدها القاسمي، وأحرز المرحلة الحادية عشرة في بتغرين بفارق 3 ثواني عن غندور، و4 ثواني عن جورجيو، فقلص الأول الفارق الى 6.42 دقيقة مع المتصّدر فغالي. وأحرز جورجيو لقب المرحلة الثانية عشرة (المرور الثاني في زندوقة) متقدماً بفارق 16 ثانية على زياد فغالي، و18 ثانية على روجيه فغالي. وتابع جورجيو تألقه في ظل تخفيف الضغط من فغالي، فأحرز المرحلة الثالثة عشرة قبل الأخيرة متقدماً على القاسمي بفارق 10 ثوان، و22 ثانية على زياد فغالي، لينتزع المركز الثالث من الأخير واختتم فغالي الرالي بالطريقة ذاتها التي انطلق بها مساء الجمعة، محرزاً المرحلة الرابعة عشرة الأخيرة بفارق 9 ثواني عن القاسمي، و11 ثانية عن زياد فغالي الذي استعاد المركز الثالث بعد المشاكل التي عانى منها جورجيو، اذ تأخر 20 دقيقة ثم اضطر إلى الخروج. وقال القاسمي الذي يخوض جولة فرنسا الأسبوع المقبل ضمن بطولة العالم: "حافظت على ايقاعي ولم أضغط كثيراً. اتبعت استراتيجية القيادة بطاقة 50 في المئة، هادفاً إلى الصعود إلى منصة التتويج وإحراز النقاط العشر ضمن بطولة الشرق الأوسط"، لافتاً إلى أن تحقيق ذلك رغم المنافسة الكبيرة من اللبنانيين "الخبراء على طرقاتهم" وبعض المشاكل الميكانيكية يعتبر نتيجة جيدة. ويتطلّع القاسمي إلى خوض الجولات الثلاث الباقية من بطولة الشرق الأوسط، فضلاً عن المشاركة في الجولات الثلاث الأخيرة من بطولة العالم (فرنسا، كاتالونيا وبريطانيا). واوضح أنه يريد الاستفادة والاستمتاع قدر الإمكان من قيادة سياراة "وورلد رالي كار" قبل أن "تتقاعد". وأكد القاسمي أن خوضه جولات بطولة العالم الذي بدأه في منتصف موسم 2007، طوّر أداءه كثيراً وبات يوظّف هذه الخبرة في باقي السباقات. وقال: "من المهم أن تشعر بأنك تسير على الحافة وأنت تنافس أبطالاً كبار". وزاد:"سأواصل المشاركة في بطولة العالم في الموسم المقبل". وقال زياد فغالي الذي قاد سيارة أقل قوة من منافسيه (ايفو 7)، انه انتظر هذا الشعور منذ خمسة أعوام، "وأخيرا تمكنت من تحقيق النتيجة المرجوة". واحتل القطري مسفر المري (سوبارو أمبريزا) متصدر ترتيب بطولة الشرق الأوسط المركز السابع في الترتيب العام، ونال 6 نقاط في البطولة الإقليمية، معززاً صدارته بفارق 10 نقاط أمام السعودي يزيد الرجاحي وخالد القاسمي. ويحتل القطري ناصر العطية، الذي حلّ ثانياً الأحد في رالي "طريق الحرير" بين روسيا والصين خلف الإسباني كارلوس ساينز (فريق فولكسفاغن)، المركز الرابع (16 نقطة)، ومواطنه خالد السويدي الخامس (15).