تعهد المرشح الجمهوري للرئاسية الأميركية دونالد ترامب «تطهير» واشنطن، إذا فاز في السباق، مستغلاً تحريك مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) قضية الرسائل الشخصية لمنافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون. ونبّهت وزيرة الخارجية السابقة أنصارها إلى أن المعركة «ليست محسومة»، معتبرة أن البليونير النيويوركي يسعى الى تجنّب تصويت «رجال أذكياء». وكان مدير «أف بي آي» جيمس كومي وجّه الجمعة الماضي رسالة من ثلاث فقرات إلى مسؤولين في الكونغرس الذي يهيمن عليه الجمهوريون، لإبلاغهم بالعثور على رسائل قد تكون «مناسبة» للتحقيق الذي أُغلق في تموز (يوليو) الماضي. وذكرت وسائل إعلام أن الرسائل الجديدة التي لم يُعرف مضمونها، عُثر عليها في جهاز كومبيوتر محمول لهوما عابدين، وهي مساعدة الشخصية لكلينتون، وزوجها السابق أنتوني وينر الذي انفصلت عنه الصيف الماضي، علماً أنه يخضع لتحقيق منفصل لتوجيه رسائل ذات طابع جنسي إلى فتاة قاصر. وواجه كومي انتقادات، إذ أوردت وسائل إعلام أن مسؤولين في وزارة العدل التي يتبع لها «أف بي آي»، كانوا حذروا مدير المكتب من عدم كسر قاعدة تقضي بالامتناع عن التعليق على تحقيقات جارية، مع اقتراب موعد الانتخابات. وكان كومي قال في تموز إن المكتب لن يسعى إلى مقاضاة كلينتون، بعد تحقيق أجراه في شأن استخدامها خادماً خاصاً لمراسلاتها الإلكترونية، خلال توليها وزارة الخارجية. وقال ترامب خلال تجمّع انتخابي: «إنها أضخم فضيحة سياسية منذ (فضيحة) ووترغيت» التي دفعت الرئيس الراحل ريتشارد نيكسون إلى الاستقالة عام 1974. وأضاف: «كلنا نأمل بإحقاق العدل. التصويت لكلينتون يعني تصويتاً لإخضاع دولتنا للفساد العام». واتهم منافسته بأنها وعدت وزيرة العدل لوريتا لينش بإبقائها في منصبها إذا أسقطت الملاحقات ضدها. وأضاف: «عندما نربح في الثامن من تشرين الثاني (نوفمبر)، سنذهب الى واشنطن ونقوم بتطهير». في المقابل، استغربت كلينتون «نشر شيء مشابه، بمعلومات ضئيلة جداً قبل وقت وجيز جداً من الانتخابات». وأعربت عن خشية من أن يؤثر اندفاع وسائل الإعلام على حماسة مؤيديها، بقولها: «لا يمكننا اعتبار أي أمر محسوماً». وتابعت: «استراتيجية دونالد ترامب سهلة. إنها تقضي بألا تذهب النساء والشباب والملونون إلى مراكز الاقتراع، أو ألا يذهب كثيرون من الرجال الأذكياء للتصويت». وزادت كلينتون خلال عرض موسيقي أحياه نجوم، بينهم جنيفر لوبيز، دعماً لترشيحها: «سيبقى رأسنا مرفوعاً، أياً تكن درجة انحطاط خصومنا. أياً تكن الطريقة التي يهاجموننا فيها، لن نتراجع أبداً، لا اليوم ولا غداً». وأكد جون بوديستا، مدير حملة كلينتون، عدم «وجود أدلة على ارتكاب مخالفات». وأضاف: «ليس لدينا أي تفسير حقيقي للسبب الذي جعل المدير كومي» يوجّه الرسالة إلى الكونغرس. وشكا من أن الرسالة «خفيفة في الحقائق، ثقيلة في شأن التلميحات»، وحضّه على «إعطاء إجابات للشعب الأميركي». وما زالت كلينتون تتقدّم في استطلاعات الرأي، إذ حصدت 45 في المئة من نيات التصويت، في مقابل 41 في المئة لترامب. وأظهر استطلاع رأي أعدّته وكالة «رويترز» ومعهد «إبسوس» أن كلينتون متقدّمة على ترامب ب15 نقطة مئوية بين الناخبين الذين شاركوا في التصويت المبكر على مدى الأسبوعين الماضيين. وتحقّق المرشحة الديموقراطية تقدّماً في الولايات المتأرجحة، مثل أوهايو وأريزونا، وحتى في ولايات تُعد من معاقل الحزب الجمهوري، مثل جورجيا وتكساس. وتكمن فرصة ترامب في فوزه بأوهايو وكارولاينا الشمالية وفلوريدا. إلى ذلك، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن «أف بي آي» لم يتصل به في شأن التحقيق حول الرسائل الإلكترونية لكلينتون. وأضاف في إرلندا حيث تسلّم جائزة للسلام: «لم أبلغ بأي شيء. لم يُطلب مني شيء. لست على علم بأي طلب قُدم للوزارة. بوصفي مواطناً أميركياً ومرشحاً سابقاً (للرئاسة) عن الحزب (الديموقراطي)، هناك الكثير ممّا أود قوله في شأن ما يحصل، لكنني لا أستطيع وسأبقى بعيداً من ذلك».