أمضت حملة المرشحة الديموقراطية للرئاسة الأميركية هيلاري كلينتون عطلة أسبوع مضنية حاولت فيها احتواء مضاعفات إعلان مكتب التحقيقات الفيديرالية (أف بي آي) إعادة فتح مسألة استخدامها بريداً إلكترونياً خاصاً لدى شغلها منصب وزيرة الخارجية بين عامي 2009 و2013، ما هزّ السباق في مواجهة منافسها الجمهوري دونالد ترامب قبل تسعة أيام من التصويت. كذلك لا يستبعد ظهور مفاجآت أخرى وتسريبات ضد ترامب في الأيام الأخيرة للحملة. وأوردت رسالة وجهها مدير «أف بي آي» جيمس كومي إلى لجان الكونغرس: «علمت بوجود مزيد من الرسائل الإلكترونية المرتبطة بالتحقيق، ووافقت على اتخاذ خطوات مناسبة لمراجعتها»، فيما أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» بأن «الرسائل التي عثر عليها المكتب ليست لكلينتون بل لمساعدتها همى عبدين، وتندرج في إطار التحقيق في فضيحة زوجها السابق أنتوني وينر، وتبادله رسائل إباحية مع فتاة في ال16 من العمر من كارولينا الشمالية». وأشارت الصحيفة إلى أن استخدام عبدين التي رافقت كلينتون طوال عقود جهاز كومبيوتر منزلياً لبعث رسائل خاصة بعملها في الخارجية قد يكون وراء إعادة النظر بالقضية. وفيما ينتظر الرأي العام إيضاحات جديدة من كومي، استبعدت شبكة «أن بي سي» كشف أي معلومات قبل موعد التصويت بسبب الوقت الذي تحتاجه «أف بي آي» لمراجعة رسائل عبدين. وأشارت إلى أن لا رسائل من كلينتون في الدفعة الجديدة، «ما يرجح تركيز التحقيق على مساعدة المرشحة الديموقراطية». لكن الأهم في إعلان الجمهوري كومي هو التوقيت الذي اعتبره كثيرون «مفاجأة أكتوبر جديدة قد تغير مجرى السباق، وتساعد المرشح ترامب»، وفتح هذا الاعلان النار على كومي من نواب ديموقراطيين ومسؤولين في وزارة العدل انتقدوا «نيله من استقلالية التحقيق وسريته». وطالبت كلينتون، في مؤتمر صحافي مقتضب، كومي ب «كشف الوقائع وأي معلومات في حوزته». وأضافت: «11 يوماً تفصلنا عما قد يكون أهم انتخابات وطنية في حياتنا. بدأ التصويت، ويحق للأميركيين أن يطلعوا فوراً على كل الوقائع». وفيما حاولت المرشحة الديموقراطية التقليل من أهمية الخضة الانتخابية لإعلان كومي، مؤكدة أن الناخب الأميركي «ليس منشغلاً ببريدها الإلكتروني»، اعتبر ترامب أن الفضيحة في «حجم ووترغيت» التي أطاحت الرئيس السابق ريتشارد نيكسون. والأكيد أن ترامب يحاول البناء على الفضيحة لحشد القاعدة اليمينية، فيما أظهرت استطلاعات أن الناخب الجمهوري بدأ يتحد حول مرشحه، ما يعني سباقاً محموماً للفوز، واستبعاد النتائج الكاسحة لأي من المرشحين، واتجاه الأنظار مجدداً إلى ولايات بنسلفانيا وفلوريدا وأوهايو التي تشكل منذ العام 2000 «المثلث التقليدي» الحاسم للسباقات الرئاسية. وعكست استطلاعات الرأي أمس استمرار تقدم كلينتون على ترامب بهامش أقل يتراوح بين 3 أو 4 نقاط. لكن حملتها تتخوف من أن تؤثر التطورات سلباً على الإقبال والحماسة الانتخابية في صفوف الديموقراطيين، علماً أنها تسعى إلى تجنيد الرئيس باراك أوباما ونائبه جوزف بايدن ونجوم اليسار بيرني ساندرز وإليزابيت وارن في الأسبوع الأخير، مع التركيز على ولايات الحسم.