أفاد استطلاع رأي نُشرت نتائجه أمس، بأن الأميركيين لا يثقون بالمرشحَين المفترضَين لانتخابات الرئاسة، الديموقراطية هيلاري كلينتون والجمهوري دونالد ترامب. لكن الأخير سيدخل مؤتمر الحزب الجمهوري في مدينة كليفلاند الإثنين المقبل، متسلحاً بمعطيات تُظهر تعادله في نيات التصويت مع وزيرة الخارجية السابقة التي قوّضت مسألةُ بريدها الإلكتروني ثقةَ الأميركيين بأهليتها لخلافة الرئيس باراك أوباما. وكتب ترامب على موقع «تويتر» أنه سيعلن في نيويورك اليوم اسم مرشحه لمنصب نائب الرئيس. ورجّحت وسائل إعلام أميركية، بينها صحيفة «نيويورك تايمز» وشبكة «سي بي أس»، اختيار حاكم ولاية إنديانا مايك بنس على حساب حاكم ولاية نيوجيرسي كريس كريستي والرئيس السابق لمجلس النواب نيوت غينغريتش. وتضغط المؤسسة الجمهورية لاختيار بنس، كونه شخصية تقليدية ومحافظة جداً، قادرة على توحيد الحزب وتهدئة مخاوف القاعدة الإنجيلية إزاء ترامب غير المتدين. إلى ذلك، أظهر استطلاع رأي أعدّته «سي بي أس» و «نيويورك تايمز» أن ترامب وكلينتون متعادلان في نيات التصويت بنسبة 40 في المئة لكل منهما، علماً أن وزيرة الخارجية السابقة كانت متقدمة بست نقاط مئوية في استطلاع أُعدّ الشهر الماضي. واعتبر 67 في المئة من المستطلَعين أن كلينتون لم تكن صادقة أو جديرة بالثقة، في مقابل 62 في المئة الشهر الماضي، قبل إعلان مدير مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) جيمس كومي أنها كانت «مهملة» في مسألة استخدامها خادماً خاصاً لبريدها الإلكتروني خلال توليها حقيبة الخارجية، على رغم أنه أوصى بالامتناع عن ملاحقتها قضائياً. لكن الاستطلاع أظهر أيضاً أن 62 في المئة من الأميركيين لا يثقون في ترامب، وإن بقيت النتيجة على حالها مقارنة بالأشهر الماضية. وكتبت «نيويورك تايمز» أن «التوضيحات المراوغة وغير الدقيقة من السيدة كلينتون في شأن مسألة بريدها الإلكتروني... تردّد صداها في شكل أعمق كما يبدو بالنسبة إلى الناخبين». وأشار استطلاع رأي أعدّته وكالة «أسوشييتد برس»، إلى أن لدى الأميركيين نظرة سلبية إلى المرشحَين، إذ تبلغ 57 في المئة بالنسبة إلى كلينتون، و63 في المئة بالنسبة إلى ترامب. كما أفاد 81 في المئة من المستطلَعين بأنهم سيشعرون بخوف بعد انتخاب أحد المرشحَين رئيساً للولايات المتحدة. وكان لافتاً أن ثلاثة أرباع الناخبين أقرّوا بأن دافعهم وراء اختيارهم مرشحهم للرئاسة، هو رغبتهم في التصويت ضد كلينتون أو ترامب، لا الاقتراع لمرشح يشاركهم مواقفهم في شأن القضايا المطروحة، أو لمَن يرونه الأكثر تأهيلاً لدخول البيت الأبيض. واحتمال فوز ترامب في انتخابات الرئاسة في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل يثير خوف 56 في المئة من المستطلَعين، وأسفاً لدى 48 في المئة منهم. أما انتخاب كلينتون، فسيثير خوف 48 في المئة وأسف 46 في المئة. لكن حوالى ثلثَي الأميركيين يعتقدون بأن كلينتون ستفوز في الانتخابات. إلى ذلك، أظهر استطلاع رأي أعدّته مؤسسة «كوينيباك» أن البليونير الجمهوري حقّق قفزة في ولايتَي فلوريدا وبنسلفانيا الحاسمتين، إذ تقدّم فيهما بفارق 3 نقاط ونقطتين. في الوقت ذاته، أشار استطلاع أعدّته صحيفة «وول ستريت جورنال» إلى تقدّم المرشحة الديموقراطية في بنسلفانيا بفارق 9 نقاط، وتعادلهما في ولاية أوهايو. وعشية مؤتمر الجمهوريين في كليفلاند، وقبل مؤتمر الديموقراطيين في فيلادلفيا في 25 الشهر الجاري، أعرب وزير الأمن الداخلي جيه جونسون عن خشيته من حدوث عنف بعد التوتر العرقي في الولاياتالمتحدة أخيراً، فيما نبّه كومي إلى أن الأحداث السياسية في البلاد تستقطب «مجموعات تسعى إلى الانخراط في إرهاب محلي». وأعلن أن «أف بي آي» اعتقل أربعة أشخاص الشهر الماضي لإحباط مؤامرات تستلهم نهج تنظيم «داعش»، علماً أن السلطات ذكرت أمس أن انفجارين هزا بلدة صغيرة شرق ولاية نيفادا، ما أوقع قتيلاً. إلى ذلك، اعتذرت القاضية في المحكمة العليا الأميركية روث غينسبرغ عن وصفها ترامب بأنه «مزيف»، معتبرة أن تصريحاتها «لم تكن حكيمة».