نجح المنتخب السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة في إعادة البسمة الى وجوه الرياضيين السعوديين بعدما حافظ على لقب كأس العالم طاوياً بذلك صفحات من عدم الرضى بسبب إخفاقات الكرة السعودية أخيراً والتي تصدرها إخفاق المنتخب السعودي الأول في التأهل إلى «مونديال 2010» فضلاً عن عدم تمكن منتخبات الفئات العمرية من تحقيق انجازات تذكر على الصعيدين القاري والدولي وتراجع نتائج الأندية في مشاركاتها الخارجية المختلفة. ولم يحظ منتخب «الاحتياجات الخاصة» بضجيج إعلامي يوازي ما يتحصل عليه «الصقور الخضر» لدرجة أن مبارياته لم تنقل تلفزيونياً باستثناء المباراة النهائية التي بثتها القناة الرياضية السعودية على الهواء مباشرة إلا أنه تصدر الأخبار مجدداً وهو يعود بالكأس ذاتها التي حققها قبل 4 أعوام في ألمانيا. وشارك المنتخب السعودي في بطولة العالم ب 24 لاعباً وهو معدل عال بالمقارنة ببقية المنتخبات الأخرى، إذ شاركت تركيا ب 13 لاعباً. ومن بين اللاعبين ال 24 اربعة فقط من الذين حققوا البطولة السابقة وهو ما وصفه الاختصاصي النفسي سعود الغامدي بأنه «شكل دافعاً للبقية لتحقيق الإنجاز ذاته». ولا تعد الاندية التي ينتمى اليها اللاعبون من أندية المقدمة في السعودية، إذ ينتمون لأندية الشعلة والهلالية والعرض والسلمية وسدوس والمجزل والفيصلي فضلاً عن مركزي الرياض والأحساء لذوي الاحتياجات الخاصة. وأرجع الأمين العام للاتحاد السعودي لرياضة ذوي الاحتياجات الخاصة ناصر الصالح تحقيق المنتخب السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة بطولة العالم إلى الدعم والاهتمام الذي وجده منتخب الاحتياجات الخاصة رافعاً تهانيه بهذه المناسبة إلى خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني، ومقدماً شكره للاعبين على المجهود الذي قدموه خلال منافسات البطولة، خصوصاً المباراة النهائية، منوهاً بجهود الجهاز الفني للمنتخب بقيادة المدرب الوطني عبدالعزيز الخالد ومساعديه، مشيراً إلى أنهم أثبتوا كفاءة المدرب الوطني وقدرته على تحقيق الإنجازات العالمية. وأضاف الصالح: «البطولة لم تأتِ من فراغ بل هي نتاج عمل استمر لفترة 3 أعوام من خلال المعسكرات التحضيرية وتكاتف الجميع خلال هذا العمل لتحقيق الإنجاز والحفاظ على اللقب، والمباراة النهائية كانت صعبة جداً ولكن ثقتي كانت كبيرة في اللاعبين والحمد لله كما وعدنا عدنا بالكأس بمشيئة الله إلى أرض الوطن». وقدم الصالح شكره لمساعد وزير الثقافة والإعلام المشرف العام على القناة الرياضية السعودية الأمير تركي بن سلطان الذي وجّه بنقل المباراة النهائية مباشرة على شاشة القناة الرياضية السعودية. من جانبه، عبّر مدرب المنتخب السعودي عبدالعزيز الخالد عن سعادته بهذا الفوز وتحقيق البطولة، مؤكداً أنها جاءت تتويجاً لجهود استمرت لمدة 3 أعوام من الإعداد من أجل الحفاظ على اللقب الذي تحقق قبل 4 أعوام في ألمانيا. واستطرد: «مجهود كبير بذله اللاعبون وبطولة مستحقة والمباراة كانت صعبة جداً، خصوصاً أن المنافس المنتخب الهولندي كان نداً قوياً جداً ولكن بجهود اللاعبين والروح العالية التي ظهروا بها وتعاون جميع أعضاء الوفد استطعنا المحافظة على اللقب للمرة الثانية على التوالي». وأشار الخالد إلى أن التحضير لهذه البطولة بدأ منذ استقبال خادم الحرمين الشريفين للمنتخب بعد تحقيقه اللقب في العام 2006 ومطالبته لهم بأن يحافظوا على الكأس ويعودوا بها مرة أخرى إلى أرض الوطن. ونوه بالدعم والاهتمام الذي توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين والنائب الثاني، مؤكداً أن ذلك كان له الأثر الكبير فيما تحقق من إنجازات للرياضة السعودية عامة وخصوصاً رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة ومن ضمنها هذا الإنجاز. أما المدير الفني للمنتخب علي الغامدي، فأكد أن الإنجاز يؤكد جدارة المنتخب السعودي كبطل للنسخة السابقة، مشيراً إلى أن اللاعبين استطاعوا أن يلعبوا بتكتيك قوي ألغى قوة هجوم المنتخب الهولندي. وأبدى مدرب الحراس المدرب الوطني راشد المقرن سعادته بحقيق الحارس أحمد الرشيدي لقب أفضل حارس، مؤكداً أن ذلك جاء نظير المستوى الرفيع للرشيد، إذ لم يدخل مرماه سوى هدفين من ركلتي جزاء، وقال: «أنا فخور بهذه الجائزة التي تعد وساماً على صدري وهي إضافة إلى كأس البطولة تعد تتويجاً للمجهود الذي قمنا به خلال منافساتها».