ركزت خطبتا العيد في الحرمين الشريفين؛ المسجد الحرام في مكةالمكرمة والمسجد النبوي في المدينةالمنورة، على اصطفاء الله لمكة ليخرج منها حوار الأديان إلى العالم أجمع، والتأكيد على دور المملكة البارز في مساعدة المتضررين في أصقاع المعمورة. وأمّ المصلين في المسجد الحرام بمكةالمكرمة إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد الذي ألقى خطبة العيد وبيّن فيها أنه من هذه المدينة المقدسة مكةالمكرمة عاصمة الإسلام والمسلمين، انطلق مؤتمر حوار أتباع الأديان والحضارات والثقافات، ليمد جسور الحوار والتفاهم والتعايش السلمي. وفي المدينةالمنورة أدى جموع المصلين في المسجد النبوي الشريف صلاة عيد الفطر المبارك، يتقدمهم أمير منطقة المدينةالمنورة عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز، إذ امتلأت جنبات وطوابق وأروقة وساحات المسجد النبوي الشريف بآلاف المصلين الذين توافدوا منذ ساعات الصباح الأولى لأداء الصلاة. وأمّ المصلين إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي الحذيفي الذي كبر وحمد الله وأثنى عليه سبحانه وتعالى وشكره، لما منَّ به على المسلمين من صيام وقيام الشهر الفضيل بكل خشوع وطمأنينة وأمن وأمان. وخاطب الشيخ الحذيفي المسلمين قائلاً: «تعاونوا على الخير وعلى ما فيه عز دينكم وصلاح دنياكم وعلى ما فيه الخير لشعوبكم وللبشرية، فقد نلتم كل ما تحبون باسم الإسلام فأعطوا الإسلام ما يحب وأنصفوه وأعزوه يعزكم الله، واحتكموا إلى شريعة الإسلام العادلة الحكيمة الرحيمة الرشيدة ودعوا كل ما يخالفها وتراحموا بينكم وتعاطفوا وقووا روابط الخير والتواصل والأخوة بينكم، وليقف بعضكم بجانب بعض في النكبات والشدائد، فقد سنت لكم المملكة العربية السعودية سنة حسنة في هذا العصر، بموقفها المشرف من نكبة باكستان في المعونات المادية والمعنوية، قياماً بحق أخوة الإسلام ورجاء الثواب من الله عز وجل كما هي عادتها في مواقفها المشرفة المماثلة، تجاه بلاد المسلمين المنكوبة وسيجد ولاة الأمر في هذه البلاد المباركة كل ذلك في صحائف أعمالهم، عندما يجزي الله المؤمنين المحسنين، ومثل هذه المواقف النبيلة تشكر عليها المملكة وتذكر لها بأحسن الذكر، زادها الله من الأعمال الصالحة ونفع بها المسلمين». وفي الرياض أدى المصلون صلاة عيد الفطر المبارك يتقدمهم أمير منطقة الرياض بالنيابة الأمير سطام بن عبدالعزيز، وذلك في جامع الإمام تركي بن عبدالله في الرياض. كما أدى الصلاة مع الأمير سطام الأمير فهد بن محمد بن عبدالعزيز والأمير عبدالله بن مساعد بن عبدالرحمن والأمير سعود بن سعد بن عبدالعزيز والأمير جلوي بن سعود بن عبدالعزيز والأمير نهار بن سعود بن عبدالعزيز ورئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز والأمير فهد بن تركي بن عبدالعزيز. وقد أمّ المصلين المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، الذي استهل خطبته بالحمد لله والثناء عليه ثم الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وتحدث عن أهمية العيد وما يجب فيه من أفعال وأعمال بخصوص اليوم المبارك، وأنه يوم يفرح به الصائمون، مبيناً أن يوم العيد هو تقوية للعلاقة بين المسلمين بأعظم صورها وكذلك فرصة لتصفية القلوب من الضغائن والأحقاد وطريق إلى التآلف والمودة والمحبة.