لم تعد ظاهرة إقالة المدربين حدثاً استثنائياً في الدوري السعودي للمحترفين لكرة القدم أو حتى في دوري الدرجة الأولى، بل باتت حقيقة مؤلمة تجاوزت كل حدود المألوف. فأصبح المدرب شماعة تعلق عليها إدارات الأندية فشلها، ومع أن هذا السيناريو أصبح مكرراً إلا أن الجديد فيه أن بعض إدارات الأندية لم تأت بجديد ولم تستفد من أخطائها السابقة، فهي تقيل مدرباً وتتعاقد مع آخر ثم تقيل الأخير وتعود للأول. لم يمض على انطلاقة الدوري السعودي سوى خمس مراحل، إلا أن الأندية دخلت في سباق لإقالة مدربيها، فكان ضحايا هذا السباق خمسة مدربين وبمعدل مدرب مع نهاية كل مرحلة، وبحسب الأخبار المتواترة فإن رقم الضحايا لن يتوقف عند هذا الحد، بل سيزداد مع مرور مراحل الدوري، ويأتي في مقدمة هؤلاء المدربين الذين أصبح حبل الإقالة يلتف حول أعناقهم، مدرب فريق النصر الكرواتي زوران ماميتش و مدرب فريق الوحدة الجزائري خيرالدين مضوي، الذي هدد بالاستقالة أكثر من مرة بسبب تردي نتائج الفريق. وافتتح نادي الخليج باب الإطاحة بالمدربين، عندما أقال مدربه البلجيكي باتريك دي وايلد بعد المرحلة الثانية وتعاقد مع مدربه السابق التونسي جلال قادري، الذي حقق معه في الموسم الماضي المركز السابع، إذ كان وايلد أشرف على الفريق في ثلاث مباريات رسمية اثنتان في الدوري وخسرها أمام الفيصلي والاتحاد وواحدة في كأس ولي العهد وكسبها أمام الحزم (درجة أولى) بهدف يتيم. وسار نادي الهلال على نهج الخليج، وأقال مدربه الأوروغوياني غوستافو ماتوساس بعد نهاية المرحلة الرابعة وتعاقد مطلع أواخر الأسبوع الماضي مع المدرب الأرجنتيني رامون دياز، إذ كانت الإدارة الهلالية أسندت المهمة موقتاً لمدرب الفريق الأولمبي في النادي الروماني ماريوس سيبيريا، الذي أشرف على مباراة الفريق أمام الرائد في مسابقة كأس ولي العهد. وكان غوستافو أشرف على الفريق قبل رحيله في خمس مباريات بدأها بخسارة السوبر بركلات الترجيح أمام الأهلي بطل الثنائية، فيما حقق معه في الدوري ثلاثة انتصارات أمام الباطن والتعاون والقادسية مقابل الخسارة في مباراة واحدة كانت أمام الاتفاق، كذلك لحق نادي الفتح بالركب وأقال مدربه البرتغالي ريكاردو سابينتو مع نهاية المرحلة الرابعة وتعاقد مع المدرب الأسبق التونسي فتحي الجبال، الذي قاد الفريق إلى دوري الأضواء موسم 2009-2010 قبل أن يحقق معه بطولة الدوري للمرة الأولى في تاريخه عام 2013 ويفوز بعد ذلك بكأس السوبر عام 2014، بينما كان المدرب المقال قد أشرف على الفريق في خمس مباريات، واحدة في مسابقة كأس ولي العهد وكسبها بصعوبة بالغة أمام أحد (درجة أولى) وأربع مباريات في الدوري خسر منها ثلاثاً أمام النصر والأهلي والرائد وتعادل في واحدة أمام الفيصلي، وهو الأمر الذي عجل برحيله خصوصاً بعد أن استقر الفريق في المركز الأخير بنقطة يتيمة. كما قرر النادي الأهلي هو الآخر الاستغناء عن مدربه البرتغالي جوزيه غوميش بالتراضي بعد المرحلة الرابعة أيضاً، وأعاد مدربه السويسري كريستيان غروس، الذي حقق معه بطولة الدوري وكأس الملك في الموسم الماضي، إذ لم تشفع البداية المثالية للمدرب غوميش مع الفريق في البقاء، فقاده للفوز بكأس السوبر للمرة الأولى على حساب حامل اللقب الهلال في العاصمة الإنكليزية لندن، ثم بدأ حملة الدفاع عن لقب الدوري بفوزين خارج قواعده أمام الاتفاق والفتح، ولكنه بعد ذلك سقط أمام الشباب قبل أن يحسم التعادل مباراته الرابعة أمام جاره الاتحاد في «دربي جدة»، ومن ثم يختتم مشواره بفوز صعب على الفيصلي في مسابقة كأس ولي العهد. وأول من أمس (الأحد) وضع نادي التعاون حداً لعلاقته مع المدرب الهولندي داريو كالزيتش، إذ قرر إقالته بعد نهاية المرحلة الخامسة بسبب سوء النتائج، وتعاقد مع المدرب الروماني جالكا كونستانتين، إذ أشرف كالزيتش على الفريق في سبع مباريات خمس منها في الدوري واثنتين في مسابقة كأس ولي العهد، ففي الدوري لم يحقق سوى فوز وحيد كان على حساب جاره الرائد وتعادل أمام الشباب مقابل الخسارة أمام الوحدة والهلال والاتحاد على التوالي، فيما حقق في مسابقة كأس ولي العهد فوزاً صعباً على فريق العروبة (درجة أولى) قبل أن يودعها بعد خسارته أمام فريق الباطن بهدفين من دون مقابل.