كابول، واشنطن، برلين - أ ف ب، رويترز - أعلن الرئيس الأفغاني حميد كارزاي أمس، تشكيل مجلس أعلى للسلام هدفه إجراء محادثات سلام مع حركة «طالبان» التي تشن تمرداً مسلحاً منذ تسع سنوات. وقالت الرئاسة الأفغانية في بيان إن «انشاء المجلس يمثل خطوة مهمة على طريق محادثات السلام»، مع العلم أن قرار إنشاء المجلس اتخذه «جيرغا السلام» الذي عُقد في كابول في حزيران (يونيو) الماضي. وسيوفر المجلس الأعلى للسلام ميداناً للتفاوض. ويفترض ان يمثل المجتمع الأفغاني كله عبر لائحة ستعلن في منتصف الشهر الجاري. ميدانياً، قتل جندي أميركي في هجوم شنته «طالبان» جنوبافغانستان، ما رفع الى 327 عدد العسكريين الأميركيين الذين قتلوا في البلاد هذا العام، والتي باتت الأكثر دموية للقوات الأميركية في أفغانستان منذ نهاية عام 2001. وسقط أربعة ضباط في الشرطة الأفغانية وثلاثة مدنيين في انفجار قنبلة وضعت في دراجة نارية في ولاية قندوز (شمال)، مع العلم أن الخسائر البشرية زادت في صفوف المدنيين والقوات الحكومية والحلف الأطلسي (ناتو)، مع اتساع نطاق التمرد من معاقل طالبان التقليدية في الجنوب والشرق إلى الشمال والغرب. وعشية لقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما الأمين العام للحلف الأطلسي انديرس فوغ راسموسن في واشنطن لبحث تطورات الوضع في افغانستان، وذلك قبل نحو شهرين ونصف الشهر من قمة دول الحلف الأطلسي المقررة في لشبونة في 19 و20 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، كشف مسؤولون دفاعيون أميركيون ان القادة العسكريين الأميركيين في أفغانستان يطورون استراتيجية تقضي بالتسامح مع بعض الفساد في البلاد، وتستهدف الانتهاكات الكبرى من خلال تضييق تنظيم إجراءات التعاقد الأميركية. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤول دفاعي رفيع المستوى قوله ان «ثمة قادة غير نظيفين بالكامل في بعض المجالات حيث الحاجة لقيادة قوية، لكنهم يستطيعون مساعدتنا في تعزيز البحث عن التهديد الرئيسي». ولم يتحدث المسؤولون الأميركيون علناً عن رضاهم على بعض رعاة السلطة الأفغان الفاسدين، لأن موقفاً كهذا يعاكس عقيدة محاربة التمرد التي تدعو إلى أهمية بناء حكم صالح. لكن المسؤولين العسكريين خلصوا إلى ان حركة «طالبان» تمثل التهديد الأكبر للاستقرار في أفغانستان وان بذل جهد متزايد للقضاء على الفساد سيخلق فوضى وفراغاً يمكن أن تستغلها الحركة. واتخذت مسألة الفساد في أفغانستان أهمية جديدة في الأسابيع الأخيرة، بعد اعتقال أحد كبار مساعدي الرئيس الأفغاني حميد كارزاي، وتكاثر التساؤلات في شأن التزام كابول بالقتال. وفي ألمانيا، أفادت مجلة «دير شبيغل» ان الإسلامي الألماني احمد س. الذي تحتجزه القوات الأميركية في أفغانستان وتستجوبه منذ تموز (يوليو) الماضي كشف تفاصيل هجمات مزمعة على أهداف في ألمانيا وأوروبا. وأوضحت أن القوات الأميركية أكدت انتماء احمد س. من هامبورغ (شمال) الى الحركة الإسلامية في اوزبكستان، وعمل على تجنيد أعضاء جدد في ألمانيا. وأشار الى ان أحمد س. سافر مع زوجته وأخيه واثنين آخرين الى منطقة الحدود الأفغانية - الباكستانية في آذار (مارس) 2009 للتدريب في معسكر للمتطرفين. وأضافت أن «الرجل تنقل بين دوائر مرتبطة بمسجد طيبة في هامبورغ الذي عرف سابق بمسجد القدس، وتردد عليه محمد عطا قائد المجموعة التي نفذت اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001. واغلقت الشرطة الألمانية المسجد الشهر الماضي، وقالت ان صلات تربطه بجماعات إسلامية مسلحة في باكستانوأفغانستان.