لم تحمل مباريات الجولة الرابعة من دوري زين السعودي أي مفاجآت غير متوقعه خلال الأربع مباريات التي فاز فيها الهلال على الوحدة بثلاثة أهداف في مقابل هدف، وتغلب الاتحاد على الحزم برباعية نظيفة، وتفوق الاتفاق على ضيفة الفيصلي بهدف وحيد، وفوز نجران على الأهلي بهدفين في مقابل هدف، وأخيراً تعادل الفتح والرائد بهدف لكل منهما.الهلال والاتحاد ومباراتي النسخة الواحدة حسمت الفوارق الفنية -التي يتمتع بها فريقا الهلال والاتحاد في مقابلتهما مع الوحدة والحزم- المبارتين، وتمكنا من حسم النتيجة في وقت باكر من المباراة، معتمدين في ذلك على الانسجام المثالي والتناغم القوي في صفوفها أثناء المباراتين، فالهلال من خلال شوط أول استطاع الاستحواذ والسيطرة المطلقة على منافسة الوحدة، واكتفى بهدفين على رغم تأخره بهدف مع الدقيقة (13) من المباراة، وما ينطبق على الهلال حدث في مباراة الاتحاد مع الحزم، الذي حسم فيه لاعبو الاتحاد المباراة مع الدقيقة (34) بتسجيل الهدف الثاني، خصوصاً والهدف الأول جاء مع الدقيقة(29)، ما يعني تلقي لاعبي الحزم لصدمتين متتاليتين لم تكن معهما أي بادرة فعلية لتصحيح أو محاوله تعديل هذا التأخر بهدفين، وكانت الكلمة الكبرى في المباراة للاعبي الوسط في الناديين، الذين نفذوا واجباتهم التكتيكية بكل براعة، فالاتحاد اعتمد على أحمد حديد كصمام أمان لمنطقة الدفاع، وتفرغ أبوشقير والنمري ونونيز لبناء الهجمات داخل منطقة الحزم الدفاعية، وكان النتاج هو تسجيل أربعة أهداف بطرق مختلفة كانت البطولة فيها «للخطير» نايف هزازي بتسجيله ثلاثة أهداف في هذه المباراة، التي حولها لاعبو الاتحاد في الشوط الثاني، لمباراة استعراضية خلاف الجدية والحماس كما في الشوط الثاني، و السيناريو نفسه كان في مباراة الهلال، حينما احتفظ لاعبو الهلال بمجهودهم البدني، وتناقلوا الكرة بشكل هادئ للبحث عن صافرة النهاية، بالذات أن لاعبي الوحدة أرهقوا كثيراً من الشوط الأول، إضافة لحال الاستبعاد للمدافع سليمان أميدو مع وصول الدقيقة(43)، وكانت سيطرة لاعبي الهلال كلياً على المباراة قد منحتهم هدفاً ثالثاً (68) من المحياني بمثابة رصاصة الرحمة، التي أفقدت لاعبي الوحدة أي دافعية أو رغبة في تعديل النتيجة. الاتفاق كسب المهم بأداء «متواضع» تشفع الأفضلية النسبية التي كان عليها لاعبو الاتفاق في أن يحقق الفريق فوزاً بثلاث نقاط من أمام الفيصلي، في مباراة «تفتقر» للعديد من عوامل التفوق في كرة القدم، فعشوائية الأداء كانت سمة شوطي المباراة، إلا ما ندر من تهديدات «خجولة» من الاتفاق، خلاف ذلك لم يكن هناك جملة تكتيكية أو تدخلات من مدربي الفريقين ليتم التوقف عندها، والثناء عليها، ولعل هدف الفوز من ركلة الجزاء مع الوقت الحاسم من المباراة (90) لهو الدليل القاطع على تواضع المباراة من الناحية الفنية، وعلى رغم شدة الرطوبة على الفريقين- وهذا أحد العوامل الرئيسية في وجود مصاعب على لاعبي الفريقين- إلا أن ظهور لاعبي الفريقين بهذا الأداء لا يعفيهم من الانتقاد. حسابات لوتشيو «غيبّت» الهجوم صعّب مدرب الرائد لوتشيو نيزو من مهام لاعبيه كثيراً حينما «بالغ» في إحداث عدة تعديلات على تشكيل الفريق بمجرد غياب صانع ألعاب الفريق صلاح الدين عقال، لذلك كانت حساباته غير موفقة وهو يستغني عن لاعب الوسط «النشط» محسن القرني، والمهاجم جواد أقدار، لذلك سارع في البحث عن حلول حينما تأخر الفريق مع الدقيقة(15) بتسجيل الفتح هدفه الأول، واستغنى عن محور الارتكاز عبده حكمي، في إشارة أنه عرف خطأه في وضع التشكيل لهذه المباراة، وكانت مطامع مدرب الفتح واضحة حينما كثف الهجوم من الجهة اليسرى مفتاح التفوق لفريق الفتح بتواجد «الخطيران» أحمد بوعبيد وأحمد الحضرمي، ويعتبر الخطأ التقديري من حارس الفتح محمد شريفي(45) نقطة تحول كبرى في مسار المباراة، والكرة تسكن شباكه كهدف تعديل لمصلحة الرائد، وبما أن الرائد دخل المباراة بتشكيل غير مثالي فإن الفريق لم يتمكن من استثمار النقص العديدي في صفوف الفتح (56) بخروج محمد الفهيد بالبطاقة الحمراء، وتحقق للفتح مبتغاه بالمحافظة على نقطة أفضل من خسارتها، في ظل الظروف التي واجهت الفريق من وقت باكر من الشوط الثاني. «العمق» في الأهلي يجلب الخسائر لا جديد في توالي الخسائر على الفريق الأهلاوي التي كانت هذه المرة من مستضيفة نجران بهدفين في مقابل هدف، ما دامت «العلة» الفنية ملتصقة بلاعبي الأهلي، الذين يؤدون أدوارهم التكتيكية فوق المستطيل الأخضر من دون أبداع أو ترابط، لذلك لم يجد الفريق طريقاً للفوز على نجران، وخطوط الفريق «مبعثرة» ومن دون تفاعل أو تناغم، بدأ بالحراسة حتى الهجوم، وفي المقابل «استغل» لاعبو نجران الفرصة ووصلوا لشباك مرمى الأهلي مرتين، من هجمات عدة معاكسة لم يكتب لها النجاح، ويحسب على لاعبي الأهلي هذا «التفكك» بالذات في منطقة العمق في وسط ودفاع الفريق، التي لا يوجد فيها لاعب متمكن، يستطيع قيادة منطقة «خطرة» في صفوف الفريق، وتعتبر حال «الطرد» بالبطاقة الحمراء (68) للمدافع وليد عبدربه «موجعه» وألقت بظلالها على لاعبي الأهلي في الوقت الذي كانوا يبحثون عن تعديل هدف «الصدمة» من اليامي (65)، لذلك من الطبيعي أن تكون الكرات المعاكسة خطرة على مرمى الأهلي، وهو ما حدث من أحد الكرات الذي جلبت ركلة جزاء(74) سجل منها ديبا الهدف الثاني، وأدى افتقاد لاعبي الأهلي للثقة في هذه المباراة بأن يعجزوا عن تعديل النتيجة على رغم الهدف الأول(78) من ركلة جزاء.