ساد هدوء نسبي في جبهات القتال بعدما سيطرت القوات اليمنية على بؤر مقاومة في مناطق التوتر الجنوبية التي شهدت معارك مع مسلحي تنظيم «القاعدة». واعلنت السلطات ليل الثلثاء - الاربعاء انها استعادت السيطرة تماماً على مدينة لودر الجنوبية بعد طرد عناصر «القاعدة» الذين فروا الى مخابيء جديدة. في غضون ذلك، اكد شهود عيان ان ثلاثة من رجال الشرطة قتلوا واصيب رابع بجروح برصاص مجهولين في زنجبار، عاصمة محافظة ابين الجنوبية. وقال الشهود ان الضحايا سقطوا عندما اطلق مجهولون النار عليهم في سوق القات في المدينة. ونقلت «وكالة الانباء اليمنية» (سبأ) عن نائب وزير الداخلية اللواء الركن صالح حسين الزوعري قوله ان «الاجهزة الامنية في مديرية لودر ادت واجبها بكفاءة ومهنية عالية في تصديها للعناصر الإرهابية في مديرية لودر ومداهمة اوكارها وملاحقتها للعناصر الفارة منها». واضاف ان «الاجهزة الامنية لقنت العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة درساً قاسياً ووجهت لها ضربات موجعة واجبرت تلك العناصر الارهابية، التي كانت تحاول التخفي في لودر، على الفرار بعد مقتل واصابة العشرات من بينها». وتضم مدينة لودر في محافظة ابين ثمانين الف نسمة الذين فر منهم الالاف اثناء المعارك. وقالت وكالة «فرانس برس» ان 12 من عناصر تنظيم «القاعدة» قتلوا في المواجهات الاخيرة التي بدأت الجمعة الماضي واسفرت عن سقوط 33 قتيلاً يعتقد بينهم 11 جنديا وثلاثة مدنيين. من جهة ثانية، قال مسؤولون يمنيون وبعض المتحدثين باسم المتمردين الحوثيين ان «محادثات بين الجانبين لدعم هدنة في شمال اليمن بدأت الثلثاء في قطر على رغم تصاعد الاشتباكات التي أودت بحياة سبعة اشخاص. ويُجري في الدوحة وفدان يمنيان، يتألفان من ممثلين عسكريين، تحويل الهدنة الهشة في شمال اليمن الى اتفاق سلام رسمي بمساعدة الوسطاء القطريين الذين ساعدوا في التوصل الى اتفاق للسلام العام 2008 لم يستمر طويلا. وقال مسؤول حكومي لوكالة «رويترز» ان «المحادثات بدأت في موعدها لكن ليس لدي تفاصيل اخرى». وقال محمد عبد السلام المتحدث باسم الحوثيين «المحادثات بين الجانبين بدأت برعاية قطر». وقال متحدث اخر باسم المتمردين ل»رويترز» ان «يحيى الحوثي، شقيق زعيم المتمردين يشارك في المحادثات». وفي واشنطن، اكد خبير اميركي في مكافحة الارهاب ان بلاده اكثر قلقا حيال خطر تنظيم «القاعدة» في اليمن، وتنوي مضاعفة الضغوط على عناصره. وقال «لا يشعرون انهم محاصرون، على الاقل حتى الان، على قدر الحصار الذي يخضع له اصدقاؤهم في المناطق القبلية» في باكستان. واضاف ان «كل من التزم الوقوف في صفوفنا يدرك ضرورة تغيير ذلك». وذكرت صحيفتا «وول ستريت جورنال» و»واشنطن بوست» ان هذا الادراك لخطر «القاعدة» في اليمن قد يؤدي الى تكثيف عمليات «سي. آي. ايه» في البلاد، بما في ذلك عبر هجمات طائرات من دون طيار.