ما حكم الاحتلام في نهار رمضان، هل يقضي ذلك اليوم؟ - الاحتلام في نهار رمضان لا يؤثر في الصيام والحمد لله، وإنما يجب على المحتلم الاغتسال إن رأى الماء، أي المني. بعض الإخوة يفطرون في رمضان بعد غياب قرص الشمس وذهاب ضوئها عن الجبال العالية، فهل هذا جائز؟ مع العلم أن أذان المغرب يتأخر أكثر من عشر دقائق عن هذا الوقت الذي يفطرون فيه، وحجتهم أن من السنة الإسراع بالإفطار، وأن المؤذنين لا يراعون مغيب الشمس، إنما يؤذنون حسب التوقيت الفلكي المكتوب في المفكرات. - إذا كان إفطارهم بعد غياب الشمس فصيامهم صحيح؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «إذَا أَقْبَلَ اللَّيْل مِنْ هاَ هُنَا، وأَدْبَرَ النَّهَارُ مِن هاَ هُنَا، وغَرَبَتْ الشَّمْسُ فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ» متفق عليه، انظر صحيح البخاري (1954) ، وصحيح مسلم (1100). ولا يحسن الخلاف في مثل هذا، وإنما الأحسن التأكد من غروب الشمس، ويكون الفطر في العموم لا لبعض الناس دون بعض، فالخلاف شر، والاتفاق على الحق رحمة وسعادة. والله أعلم. الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله العجلان المدرس في الحرم المكي هل على من استمنى بيده في نهار رمضان كفارة، أم يكفيه قضاء ذلك اليوم؟ وإن وجبت الكفارة فكيف يؤديها - مع الدليل - بارك الله فيكم؟ - الاستمناء في نهار رمضان مفطرٌ؛ فمتى أنزل المسلم أو المسلمة في نهار رمضان عامداً ذاكراً باختياره فسد صومه، ولزمه القضاء في أصح قولي العلماء، وعليه التوبة والاستغفار والإقلاع عن هذا الذنب العظيم. قال الله تعالى: «وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنْ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ» [المؤمنون:5-7] أي المتعدون لحدود الله، المنتهكون لمحارمه، الواقعون فيما حرّم الله. ومن أفطر في نهار رمضان من غير عذر - فقد عرَّض نفسه للعقوبة وسخط الله - جلّ وعلا، قال صلى الله عليه وسلم: «أتاني آتيان فأخذا بضبعي فقالا لي: اصعد هذا الجبل، فقلت: لا أستطيع، فقالا: سنسهله لك، فصعدنا... إلى أن قال: ثم رأيت أقواماً معلقين بعراقيبهم رؤوسهم إلى أسفل تسيل أشداقهم دماً، فقلت: من هؤلاء؟ قالا: الذين يفطرون قبل تحلة فطرهم...» وليس على من أفطر بالاستمناء كفارة مادية، بل عليه - كما أسلفت - التوبة والاستغفار، وقضاء اليوم، والإكثار من العمل الصالح. أما الكفارة فلا تجب إلا بالجماع في نهار رمضان، وهي - كما جاء في الحديث - عتق رقبة، فمن لم يستطع فصيام شهرين متتابعين، فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً. وفقنا الله لكل خير. وصلى الله وسلم على نبينا محمد. الدكتور عبدالله بن محمد الطيار أستاذ الفقه في جامعة القصيم