بعد أربعة أيام على سيطرة المشير خليفة حفتر قائد «الجيش الوطني» الليبي على منطقة «الهلال النفطي»، وصلت ناقلة إلى ميناء رأس لانوف أمس، لتحميل 600 ألف برميل من النفط الخام لمصلحة الصين للمرة الأولى منذ توقف التصدير في العام 2013. وأبلغت مصادر مطلعة «الحياة» أن الناقلة «سي دلتا» التي ترفع علم مالطا دخلت المياه الليبية ليلاً ووصلت إلى المرفأ أمس، وتزامن ذلك مع معلومات مفادها أن «المؤسسة الوطنية للنفط» تفاوض على بيع مليون برميل من الخام للصين. في الوقت ذاته، سرت تكهنات حول الجهة التي ستتولى بيع النفط وتسلُّم ثمنه، وسط مطالب لدى أنصار «الجيش الوطني» بأن تتم العملية عبر فرعي المصرف المركزي ومؤسسة النفط في البيضاء التابعين للحكومة المكلفة من قبل مجلس النواب (البرلمان). غير أن المسؤولين في طرابلس استبعدوا هذا الأمر، مؤكدين أن المقر الرئيسي للمؤسسة في طرابلس هو الجهة الوحيدة المخولة دولياً إبرام صفقات. وأثار ذلك تساؤلات حول سيطرة حكومة الوفاق المعترف بها دولياً على عائدات بيع النفط، على رغم الأزمة بينها وبين حفتر قائد الجيش الذي قرر البرلمان المنافس لحكومة الوفاق ترقيته من رتبة فريق إلى مشير مكافأة على «تحرير» موانئ تصدير النفط. وأبلغ «الحياة» أحمد شوقي، الخبير في إدارة التسويق الدولي في مؤسسة النفط في طرابلس، أن «الآلية الخاصة بإيرادات بيع النفط الليبي ثابتة لا تتغير، وذلك بأن تودع عائداته في المصرف الخارجي الذي يتولى بدوره إيداع المبالغ لدى المصرف المركزي في طرابلس». كذلك قال ل «الحياة» ناصر زميط رئيس شركة «الزويتينة» التابعة لمؤسسة النفط، إن «ليس في مقدور أي كان مخالفة القرار الدولي حول عائدات النفط الليبي المحصورة (السيطرة عليها) بالمؤسسة الوطنية المعترف بها دون غيرها». ويأتي ذلك بعد رفع حرس المنشآت النفطية الجديد الذي تسلم مهمته من قوات حفتر، حال القوة القاهرة التي كانت مفروضة على موانئ التصدير، وإعلان مصطفى صنع الله رئيس المؤسسة الوطنية للنفط «استئناف الصادرات على الفور من ميناءي الزويتينة ورأس لانوف ومواصلتها في ميناء البريقة»، على أن يستأنف التصدير من ميناء السدرة القريب «في أقرب وقت ممكن». وأكد صنع الله أن حكومة الوفاق الوطني في طرابلس التي تدعمها الأممالمتحدة والبرلمان الموازي في الشرق، يؤيدان إعادة فتح الموانئ بعد سيطرة قوات حفتر عليها في 11 الشهر الجاري. في غضون ذلك، وصل المبعوث الدولي إلى ليبيا مارتن كوبلر إلى مدينة مصراتة أمس، «لإجراء محادثات مع ممثلين للمدينة»، كما أفاد في تغريدة نشرها على حسابه في موقع «تويتر». ويأتي ذلك وسط خلافات بين أعيان المدينة حول شن هجوم لاستعادة موانئ النفط، في وقت امتنع مجلس الأمن عن اتخاذ خطوات فاعلة لدفع القوات التابعة للبرلمان الموازي إلى الانسحاب من المنطقة. وسبق وصول كوبلر إلى مصراتة تشديده على أهمية «إنشاء جيش موحد تابع للسلطة الشرعية» أي حكومة الوفاق، محذراً من أن ليبيا «في طريقها إلى الانهيار»، بعد سيطرة حفتر على المنشآت النفطية. وتوقعت مصادر في مصراتة أن يناقش كوبلر في المدينة قرار المجلس البلدي عدم التدخل في شؤون الموانئ النفطية. واتخذ هذا القرار في اجتماع مشترك طارئ في المدينة ليل أول من أمس، ضم رئيس البلدية محمد إشتيوي وأعضاءها، إضافة إلى ممثلي مصراتة في مجلس النواب. ورفض المجتمعون مساندة الرئيس السابق لحرس المنشآت النفطية إبراهيم الجضران، الذي كان ينسق مع كوبلر قبل طرده من «الهلال النفطي».