سيطرت قوات موالية للواء خليفة حفتر أمس على اثنين على الأقل من موانئ النفط الرئيسة من قبضة القوات الموالية للحكومة المدعومة من الأممالمتحدة مما يهدد بشبوب نزاع جديد على الموارد النفطية في البلد العضو في منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك». وقال أحمد المسماري المتحدث باسم القوات الموالية لحفتر المتمركز في شرق ليبيا إن قوات حفتر سيطرت على موانئ رأس لانوف والسدر والبريقة النفطية الرئيسة لكنها لا تزال تواجه مقاومة عند ميناء الزويتينة وحول مدينة أجدابيا القريبة. وتدفع هجمات قوات حفتر -التي تعارض حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأممالمتحدة- على الموانئ النفطية الرئيسة البلد الواقع في شمال إفريقيا إلى شفا صراع أكبر على موارده النفطية وتعرقل محاولات استئناف الإنتاج. وخفض الصراع المسلح والاضطرابات السياسية وهجمات المسلحين إنتاج النفط إلى نحو 200 ألف برميل يومياً من 1.6 مليون برميل يومياً قبل سقوط نظام معمر القذافي في عام 2001. وقاوم حفتر – وهو لواء سابق في الجيش أثار الجدل منذ سقوط القذافي- محاولات دمجه في قوات مسلحة نظامية والتغلب على الانقسامات بين المناطق الشرقية والغربية. وينتقد كثيرون في غرب ليبيا وطرابلس حفتر لأنه كان حليفاً سابقاً للقذافي يسعى لتأسيس دكتاتورية عسكرية لكنه أصبح رمزاً سياسيّاً مهمّاً لكثيرين في الشرق من الذين يشعرون بتهميش العاصمة لهم. وأكدت المؤسسة الوطنية للنفط التي تديرها الدولة أن ميناءَي رأس لانوف والسدر تحت سيطرة قوات حفتر بالكامل في حين ما زال ميناء الزويتينة في قبضة القوات الموالية للحكومة. وتعقِّد الهجمات محاولات الغرب لجمع الفصائل المسلحة المتناحرة في ليبيا معاً تحت لواء حكومة الوفاق وتحقيق استقرار البلاد حيث تسمح الفوضى لانتشار المتشددين ومهربي البشر في أنحاء البلاد. كما تثير سيطرة قوات حفتر على الموانئ النفطية تساؤلات في سوق النفط تتعلق بشرعية صادرات النفط الخام من جانب قوات معارضة للحكومة المعترف بها دوليّاً في طرابلس. وما زالت الحكومة والبرلمان المتمركزان في الشرق يقاومان سلطة حكومة الوفاق الوطني في طرابلس وهدّدا من قبل ببيع النفط الخام لحسابهما. والموانئ التي استهدفتها القوات الموالية لحفتر كانت خاضعة لسيطرة حرس المنشآت النفطية الذي وقّع اتفاقاً مع حكومة الوفاق في يوليو لإنهاء حصاره لموانئ رأس لانوف والسدر والزويتينة. وأكد مهندس في أحد الموانئ أن قوات حفتر دخلت رأس لانوف والسدر أكبر الموانئ الليبية. وقال إن صهريجاً اشتعلت فيه النيران في ميناء السدر أثناء الاشتباكات. وقالت المؤسسة الوطنية للنفط إن النيران شبّت في صهريج وقود صغير لتوليد الطاقة. ولم يتسنّ التحقق من سيطرة قوات حفتر على الموانئ لكن علي الحاسي المتحدث باسم حرس المنشآت النفطية قال إن القتال مستمر في رأس لانوف. وفي الأسابيع الماضية وبعد توقيع حرس المنشآت النفطية اتفاقاً مع حكومة الوفاق في محاولة لاستئناف التصدير احتشدت القوات الموالية لحفتر في المنطقة مما أثار مخاوف بشأن النزاع على الموارد النفطية. ولحقت أضرار بالغة بميناءي رأس لانوف والسدر في وقت سابق العام الحالي في هجمات نفذها تنظيم داعش الذي يتمركز في سرت حيث يواجه حالياً هزيمة من قوات حكومة الوفاق الوطني التي تدعمها ضربات جوية أمريكية.