شنت القوات الموالية للحكومة الموازية في شرق ليبيا والتي يقودها الفريق أول خليفة حفتر أمس، هجوماً مباغتاً على منطقة الهلال النفطي التي تتبع سلطة حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً، وأعلنت سيطرتها على ميناءي السدرة وراس لانوف النفطيَين. وصرح العقيد أحمد المسماري، الناطق باسم قوات حفتر: «سيطرنا على بلدة راس لانوف بالكامل، الميناء والمدينة، كما سيطرنا على ميناء السدرة بالكامل أيضاً، وغنمت قواتنا أسلحة وذخائر». وأضاف: «ما زالت الاشتباكات مستمرة في (ميناء) الزويتينة وعلى مداخل أجدابيا» على بُعد حوالى 190 كيلومتراً غرب مدينة بنغازي (ألف كلم شرق طرابلس). وذكرت وكالة أنباء «وال» القريبة من الحكومة الموازية أن حفتر أطلق على الهجوم المباغت اسم «البرق الخاطف». ونقلت عنه قوله لقواته قبيل بدء العملية العسكرية: «الآن دقت ساعة الصفر، فتقدموا تقدم الذئاب واقتحموا اقتحام الأسود». في المقابل، قال الناطق باسم جهاز حرس المنشآت النفطية علي الحاسي ل «الحياة» إن قوات تابعة لحفتر شنت صباح امس هجوماً على موانئ الزويتينة وراس لانوف والسدرة استخدمت فيها الطيران والأسلحة الرشاشة. واضاف أن عناصر حرس المنشآت «تصدوا لمسلحين من قوات حفتر حاولوا اقتحام ميناء الزويتينة وردوهم على أعقابهم مخلفين في صفوفهم قتلى وجرحى». وقال أنه «كان في مقدمة المسلحين الذين هاجموا ميناء الزويتينة عناصر من جنسيات تشادية وأفريقية مختلفة غير أنهم مدعومون بعناصر ليبية يتخذونهم كأدلاء على مداخل ومخارج الموانئ والمنشآت النفطية». من جهته، عبّر ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا مارتن كوبلر في تغريدة على موقع «تويتر» أمس عن قلقه البالغ حيال التقارير حول الاشتباكات. وقال إن «هذا الأمر سيؤدي إلى مزيد من الانقسام والحد من تصدير النفط لليبيين جميعاً». وأضاف أن «الخلاف يمكن أن يُحل فقط عبر الحوار وليس القتال». وفي حال تمكنت القوات بقيادة حفتر من السيطرة في شكل كامل على منطقة الهلال النفطي الواقعة بين بنغازي وسرت (450 كيلومتراً شرق طرابلس)، فستحرم حكومة الوفاق من أهم مواردها المالية، في وقت كانت هذه الحكومة تستعد لإعادة إطلاق قطاع النفط عبر استئناف التصدير من الموانئ النفطية في المنطقة. وقد تؤدي مهاجمة قوات الحكومة الموازية للمنطقة النفطية إلى تأجيج الصراع بينها وبين القوات الموالية لحكومة الوفاق التي تقاتل الجهاديين في سرت وباتت قاب قوسين أو أدنى من استعادة السيطرة على كامل المدينة. وكان حرس المنشآت النفطية أعلن في آب (أغسطس) الماضي، إعادة افتتاح قريبة لميناءي السدرة وراس لانوف اللذين تبلغ طاقتهما التصديرية حوالى 600 ألف برميل يومياً، إلا أن قوات الحكومة غير المعترف بها التي تتخذ من مدينة البيضاء في الشرق مقراً لها هددت بقصف السفن التي قد تتجه إلى الموانئ الليبية لتصدير النفط لصالح حكومة الوفاق.