ينتظر وصول الدواء والطحين في قوافل المساعدات الإنسانية إلى أكثر من ربع مليون شخص بينهم 20 ألف رضيع في الأحياء الشرقية لحلب، وتنفيذ إجراءات «فك الاشتباك» وانسحاب القوات النظامية السورية وفصائل معارضة من طريق الكاستيلو، وتعزيز القوات الروسية انتشارها بموجب الاتفاق الأميركي- الروسي الذي يتطلب تمديد الهدنة اليوم، وسط انتقاد المعارضة طلب الأممالمتحدة الحصول على إذن دمشق لإغاثة المناطق المحاصرة، في وقت بحث رئيس الأركان الروسي فاليري غيراسيموف مع نظيره التركي خلوصي عكار في أنقرة التعاون العسكري والأزمة السورية. (راجع ص3) وكانت الأممالمتحدة تلقت من دمشق أذونات لتوزيع مساعدات في بلدات مضايا والزبداني والفوعة وكفريا ومعضمية الشام «لكن نحن في حاجة إلى إذن نهائي. وهذا أمر يجب أن يتم فوراً»، بحسب المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا. وأضاف بعد اجتماع مجموعة العمل الإنسانية في جنيف امس: «إنه لأمر مؤسف، إننا نضيع الوقت. روسيا موافقة معنا على هذه النقطة»، في وقت اعلن «الائتلاف الوطني السوري» أن سعي دي ميستورا ل «الحصول على تصاريح لإدخال المساعدات؛ مخالف لقرارات مجلس الأمن، ويُفرغ اتفاق الهدنة من محتواه». وتناول اجتماع مجموعة العمل موضوع دخول المساعدات إلى شرق حلب حيث يقيم، وفق الأممالمتحدة، 250 ألفاً إلى 275 ألف شخص في الأحياء المحاصرة. وعبرت نحو عشرين شاحنة مساعدات الحدود وتنتظر في «منطقة عازلة» بين تركيا وسورية. ويفترض أن تسمح دمشق للأمم المتحدة بمجرد «إبلاغ» الحكومة، بوصول القوافل الإنسانية إلى حلب من طريق الكاستيلو، محور الطرق الواقع شمال المدينة، حيث نص اتفاق الهدنة على «فك اشتباك» عسكري على طول طريق الكاستيلو وإقامة «نقطة مراقبة». وقال مسؤول مركز تنسيق العمليات في سورية الجنرال فلاديمير سافتشنكو: «طبقا لالتزاماتها، بدأت القوات السورية بسحب عتادها العسكري وجنودها تدريجاً». وأضاف أن فصائل المعارضة لم تبدأ في المقابل بسحب مقاتليها. وتابع أن انسحاب القوات السورية سيتيح نقل المساعدات الإنسانية إلى حلب بعدما عبرت نحو عشرين شاحنة للأمم المتحدة الحدود من تركيا، في وقت أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الجيش النظامي لا يزال موجوداً على طريق الكاستيلو «ويبرر بقاء القوات السورية بوجود عناصر المعارضة على جانبي الطريق». وأبلغ المجلس المحلي في حلب لأمم المتحدة بوجود «تحفظات» على تنفيذ خطة إيصال المساعدات. وقال مسؤول في المجلس: «نثق بالأطراف المعنية من باب الهوى على الحدود (مع تركيا) إلى الكاستيلو. إذ إن وجود الطرف الروسي أو النظام على الكاستيلو غير مقبول لعدم حياديتهما، ونقترح وجود الأممالمتحدة على المعبر»، إضافةً إلى تحفظات بالمواد التي تحملها الشاحنات وهي «لا تضم المواد المتفق عليها التي هي مواد أساسية مثل الدواء والطحين والمحروقات حيث لدينا 20 ألف طفل دون سن السنتين من أصل 325 ألف محاصر شرق حلب، ما يتطلب برنامجاً زمنياً لقوافل المساعدات». وكانت واشنطنوموسكو اتفقتا على تمديد يومين إضافيين على رغم إعلان وزارة الدفاع الروسية حصول 60 خرقاً «معظمها من المعارضة» مع تركيز روسي على «أحرار الشام الإسلامية» أكبر فصيل إسلامي معارض، فيما أفادت «الشبكة السورية لحقوق الإنسان» بحصول 84 خرقاً في 29 منطقة. وفي نيويورك قالت السفيرة الأميركية في الأممالمتحدة سامنثا باور إن الاتفاق بين الولاياتالمتحدةوروسيا في شأن وقف إطلاق النار في سورية، ليس عسكرياً وحسب بل يستهدف الجانب الإنساني أيضاً موضحة أنه «يقوم على تحرك الطرفين لوقف الهجمات العسكرية والسماح في الوقت نفسه بوصول المساعدات الإنسانية». وأشارت الى أن «نظام الأسد استخدم كل الوسائل لعرقلة وصول المساعدات الى بعض المناطق، أو مصادرة مواد منها» مشددة على أن «استهداف جبهة النصرة لا يجب أن يستخدم ذريعة لقصف الممجموعات المعارضة من جانب القوات النظامية». ودعت باور روسيا الى ممارسة نفوذها على دمشق لكي «توقف استخدام البراميل المتفجرة والأسلحة الكيماوية، وقصف المدنيين». وحضت «جميع الأطراف» على وقف القصف الجوي ومحاولة السيطرة على أراض جديدة، معتبرة أن «التقدم نحو حل سياسي مرتبط بمدى التقيد بالاتفاق». وقال باور إن «سجل النظام في التقيد بالالتزامات سيء» ما يؤكد ضرورة التزام كل الأطراف بما تم الاتفاق عليه «ليصبح التقدم نحو الحل السياسي ممكناً». وفي أنقرة، قال مسؤول تركي إن غيراسيموف بحث مع رئيس الأركان التركي «في الصراع السوري والتعاون العسكري» وسط توقعات أن تتناول المحادثات توغل القوات التركية شمال سورية ودعم «الجيش الحر» لإقامة منطقة آمنة لطرد «داعش» والعناصر الكردية المقاتلة عن حدودها. وتدعو موسكوأنقرة للتنسيق مع دمشق في هذه العملية.