على قارعة الطرق المؤدية إلى المشاعر، تصطف 70 فرقة تطوعية من طالبات الطب في الجامعات السعودية، لتقديم الرعاية الطبية قبل أن يضطر الحجاج إلى الذهاب للمستشفيات أو الرعاية الأولية. منذ ثلاثة أشهر، خضع قرابة 280 متطوعة للتدريب على كيفية التعامل مع الحجاج، وفي اليوم السابع من شهر ذي الحجة بدأن بالانتشار في المشاعر. التقت «الحياة» في طرقات المشاعر، المشرفة على 70 فرقة تطوعية الدكتورة ميسون عبدالرزاق، أثناء جولتها مع عدد من الطالبات لتقديم الخدمات الصحية للحجاج وفي أيديهن رشاشات المياه لتخفيف الحر على الحجاج. تقول ل«الحياة»: «نحن نعمل تحت مظلة البرنامج التطوعي الصحي للحج، إذ يعد هذا العام، التجربة العاشرة لنا»، وأشارت إلى أن البرنامج هو أحد جهود الندوة العالمية للشباب الإسلامي بالتعاون مع الدفاع المدني ومدينة الملك عبدالله الطبية. وأوضحت الدكتورة ميسون أن دورهن في أول الأيام كان ينحصر في تثقيف الحجاج من الناحية الصحية، وخصوصاً في القضايا المتعلقة بالوقاية من ضربات الشمس، ومع بدء مناسك الحج يحمل كل فريق شنطة طبية لتقديم المساعدات. في حال تبين أن الحالة المرضية تستدعي التحويل إلى المستشفيات، يتولى الفريق مسألة التنسيق في ذلك. ومن جهته، قال المدير التنفيذي للبرنامج الدكتور محمد الهلالي أن هناك فريقاً آخراً أيضاً من الشباب، إذ يصل الفريق مع الطلاب والطالبات إلى 400 متطوع ومتطوعة، وأشار إلى أن ضربات الشمس تعد هي القضية الأكثر إرهاقاً للحجاج لهذا العام ولعشرة أعوام مقبلة، ولفت الانتباه إلى أن البرنامج لا يقتصر دوره في التطوع فحسب، بل أيضاً له مشاركات أكاديمية في الجوانب المتعلقة بالأبحاث الأكاديمية. وأفاد بأن ردة الفعل التي تجدها المتطوعات والمتطوعين من الحجاج والمسؤولين في الجهات الحكومية كافة هي محفزة لتقديم مزيد من العطاء، واستشهد بقصة لأحد طلاب الطب في سنواته الأخيرة من الدراسة، قرر أن يشارك في التطوع، وفي أثناء تقديمه لإحدى الخدمات لحاج كبير في السن، دعا الحاج له بالبركة والنجاح من أعماق قلبه، ما جعل الطالب يشعر أن بركة دعاء الكهل تغمره في كل مكان يعمل فيه أو وظيفة يسعى لنيلها. ويهدف البرنامج إلى تحسين الحالة الصحية لضيوف بيت الله الحرام عن طريق تقديم خدمات التوعية والرعاية الصحية وإجراء الأبحاث العلمية، ويتميز برنامج هذا العام بتنوع مسارات التأهيل والتطبيق لتلائم الحاجة الفعلي للحجاج والجهات الرسمية المسؤولة عن خدمتهم، ودمج برنامجي أبحاث الحج الطبية وبرنامج العمل الصحي التطوعي لتكون مجتمعة بمشروع واحد، كما سُبق البرنامج بأكاديمية تأهيلية لإعداد 120 قائداً وقائدة للتطوع الصحي الميداني، من خلال الأكاديمية السعودية للتطوع الصحي في الحج SMAV، وبتنفيذ من درب المفاز للتدريب الصحي والأبحاث، وبشراكة صحية حصرية مع مدينة الملك عبدالله الطبية، ورعاية من مؤسسة سالم بن محفوظ الخيرية.