رام الله - ا ف ب - اجتمع الرئيس محمود عباس مع مساعد المبعوث الاميركي لعملية السلام ديفيد هيل في رام الله مساء امس للبحث في مضمون البيان الذي ستصدره اللجنة الرباعية الدولية تمهيداً لتحديد موقفه من استئناف المفاوضات المباشرة، في وقت جدد 11 فصيلاً فلسطينياً رفض المفاوضات خلال اجتماع عقد في دمشق. وقال مسؤول فلسطيني ان «عباس سيتلقى من هيل الصيغة النهائية للبيان الذي اتفقت عليه اطراف الرباعية» و«سيبلغه بالقرار الفلسطيني المبدئي، وسيدعو اللجنة التنفيذية للمنظمة لاتخاذ القرار ازاء المشاركة في المفاوضات». وتوقع «ان يتضمن بيان الرباعية اعادة التأكيد على بياناتها ومواقفها السابقة، وان تدعو الطرفين للدخول في المفاوضات المباشرة». ورفض كبير المفاوضين صائب عريقات الافصاح عن الرد الفلسطيني على بيان الرباعية المرتقب، موضحاً: «لن نستبق نتائج ما سيؤول اليه نشر البيان الوشيك للرباعية لجهة احتمال استئناف المفاوضات»، ومؤكدا ان «ما يهم الفلسطينيين على هذا الصعيد هو المضمون وليس التوقيت». من جانبه، لخص عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» عزام الاحمد موقف السلطة بالقول: «اليوم في ضوء لقاء هيل مع عباس، سنحدد موقفنا من المفاوضات المباشرة ... اذا ابلغونا صيغة فيها التزام بمرجعية المفاوضات ووقف الاستيطان، سواء من خلال بيان الرباعية او برسالة من الرئيس باراك اوباما، سيكون الموقف الفلسطيني ايجابيا، لكن من السابق لاوانه اعلان مواقف قبل اللقاء». وقبل ساعات على لقاء عباس - هيل، دعت حركة «حماس» الى اجتماع في مكتبها في دمشق لبحث الموقف من موضوع المفاوضات، حضره 11 فصيلا فلسطينياً، من بينها «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» بزعامة الأسير احمد سعدات، و«الجبهة الديموقراطية» بزعامة نايف حواتمة، و«حزب الشعب» بزعامة بسام صالحي، اضافة الى حركة «الجهاد الاسلامي» و«الجبهة الشعبية - القيادة العامة» من ضمن فصائل اخرى تعرف باسم «تحالف القوى الفلسطينية» في دمشق. وكان لافتاً ان ممثلي «الشعبية» و»الديموقراطية» و«الشعب» (الحزب الشيوعي سابقا) حضروا الاجتماع، علماً ان هذه الفصائل الثلاثة لم تحضر اي اجتماع للتحالف منذ نحو ثلاث سنوات بعد تشكيل لجنة المتابعة المنبثقة من «المؤتمر الوطني الفلسطيني». كما كان لافتا ان المجتمعين كلفوا مسؤول الخارج في «الشعبية» ماهر الطاهر قراءة البيان الختامي. وقال الطاهر ل «الحياة» امس: «شاركنا لأن هناك اجماعاً وموقفاً مشتركاً بيننا ازاء رفض المفاوضات». وأوضحت مصادر اخرى ل «الحياة» ان مشاركة ممثلي الفصائل الثلاثة في اللقاء جاء على خلفية الخلاف الاخير داخل اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية ازاء الموقف من المفاوضات، اذ ان ممثلي «الشعبية» و«الديموقراطية» و«جبهة التحرير الفلسطينية»، صوّتوا خلال الاجتماع في رام الله اخيرا ضد استئناف المفاوضات. وفيما تعارض الفصائل الاخرى في لجنة المتابعة المفاوضات لاسباب اكثر جوهرية، كانت هناك «نقاط مشتركة» بين الجانبين في رفض هذه المفاوضات، ما ادى الى توسيع لقاء امس ليمثل 11 فصيلا. وتابعت المصادر ان ممثلي الفصائل ال11 ناقشوا مسودة البيان المقدّم الى ان وصلوا الى نقاط سياسية عريضة تضمنت التأكيد ان «العودة الى المفاوضات المباشرة تمثل خضوعاً للإملاءات الصهيونية الأميركية التي تهدف الى تصفية الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، والتغطية على ممارسات الاحتلال في توسيع الاستيطان وتهويد القدس، واستمرار الحصار على قطاع غزّة، ومحاولات تكريس الأمر الواقع الذي تعمل قوات الاحتلال لفرضه على أرض فلسطين». وعلمت «الحياة» ان نقاشاً جرى ازاء استخدام عبارة «القدس» او «المدينة المقدسة» الى ان تم اعتماد الكلمة الاولى. واذ أكدت الفصائل رفضها «المفاوضات مباشرة أو غير مباشرة»، حذرت من «النتائج الخطيرة لاستمرار نهج التنازلات والتفريط بالحقوق الوطنية الفلسطينية». كما دعت إلى «إنهاء الانقسام الداخلي وبناء الوحدة الوطنية وفق خط سياسي يوقف الرهان على مفاوضات ثبت فشلها، والعمل على إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها، وتطبيق ما تم التوافق عليه في اتفاق القاهرة عام 2005». وعلم ان نقاشات عميقة أدت الى اضافة الفقرة الاخيرة والتأكيد على ما جرى الاتفاق عليه في القاهرة لاعادة احياء المنظمة. ويأتي لقاء عباس - هيل في وقت يبدي مسؤولون اميركيون تفاؤلا بقرب إعلان إطلاق المفاوضات المباشرة. في هذا الصدد، اكدت مصادر اميركية مطلعة ل «الحياة» في واشنطن ان المبعوث الاميركي جورج ميتشل يتطلع الى «محادثات ذات سقف زمني محدد للوصول الى اتفاق على حل الدولتين، وان احد الاجراءات التي ستتبع للالتفاف على التعقيدات في تطبيقها هو «في اعطائها خطوات تنفيذية مرحلية». وفسر مسؤولون في الادارة الاميركية ذلك بالقول ان اعطاء اي اتفاق «جداول مرحلية» للتطبيق لناحية الالتزامات الامنية والسياسية، سيساعد في تنفيذها.