أعلن رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت أمس، إن بلاده ليست في شجار مع الأممالمتحدة بسبب خططها للتدخل لإنهاء الصراع في البلاد مؤكداً بذلك موقفاً أقل حدة إزاء تصويت المنظمة الدولية على إرسال قوات إضافية إلى جوبا. وأجاز مجلس الأمن الجمعة الماضي، إرسال 4000 جندي إضافي وقال ناطق باسم سلفاكير فوراً إن الحكومة ترفض ذلك. لكن وزير الإعلام قال أول من أمس إن الاقتراح سيخضع للبحث. وقال الرئيس في مراسم إعادة فتح البرلمان: «هناك مَن يتهمون الحكومة الانتقالية بالشجار مع الأممالمتحدة ورفضها. هذا غير دقيق». وأضاف: «لم تجتمع الحكومة الانتقالية لإعلان موقفها النهائي. ستجرى المداولات لاحقاً في شأن موقف نهائي». وقال سلفاكير إن لدى الحكومة مخاوف حقيقية من قرار الأممالمتحدة لكنها مستعدة لمناقشتها للتوصل إلى أفضل وسيلة «لتحقيق مصالحنا المشتركة». إلى ذلك، أعلنت الأممالمتحدة أمس، أن حوالى مليون لاجئ من جنوب السودان غالبيتهم من النساء والأطفال فروا من الحرب الأهلية في بلادهم الى دول مجاورة حيث يتكدسون في مخيمات. وأكدت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الصعوبات التي تواجهها المنظمات الإنسانية ودول المنطقة في التعامل مع تدفق جديد للاجئين ناجم عن الاشتباكات في جوبا مطلع تموز (يوليو) بين قوات سلفاكير وقوات نائب الرئيس السابق رياك مشار. وأوضحت في بيان: «مع اللاجئين الفارين من جنوب السودان بالآلاف، تتعرض البلدان المجاورة لمحنة، بحيث باتت تحت وطأة الجمع بين العديد من الوافدين الجدد والعمليات (الإنسانية) التي تعاني من نقص في التمويل الى حد كبير». وتابعت: «هناك فعلاً 930 الف لاجئ من جنوب السودان في المنطقة، ويصل آخرون لتتضخم أعدادهم كل يوم». على صعيد آخر، أدت أمطار غزيرة تهطل منذ اسبوعين إلى مقتل حوالى 100 شخص وهدم آلاف المنازل في قرى عدة وقطع طرق عدة في السودان. ونزح الآلاف من منازلهم في ولاية كسلا الفقيرة (شرق) المجاورة لأريتريا بعد أن خرج نهر القاش من مجراه لتغمر مياهه قرى يسكنها مزارعون. وقال المصور ان غالبية النازحين يقيمون في أكواخ على مرتفعات. كما أدى الفيضان إلى قطع طريق رئيسي يربط شرق السودان بالخرطوم. ويسير القرويون وسط المياه بحثاً عن الطعام والدواء وسط نقص في هذه المواد بعد ان ضربت الفيضانات القرى الواقعة قرب كسلا كبرى مدن عاصمة الولاية مرتين. وقال طه محمود شيخ قرية مكلي: «لم يكن لدينا وقت كثير عندما فاض النهر ليلاً قبل اسبوعين. فقدنا مخزوننا من الطعام والحيوانات، نعيش في اوضاع مزرية نسكن في اكواخ لن تصمد أمام الأمطار الغزيرة». وأكدت جمعية الهلال الأحمر السوداني ان 25 شخصاً توفوا وتهدم 8 آلاف منزل منذ هطول الأمطار الغزيرة في كسلا لكن عدد الوفيات بلغ المئة في ارجاء السودان.