بدأت الشركة السعودية للكهرباء في السنوات الأخيرة العمل على عدد من الدراسات التقنية الحديثة ضمن خططها للاستفادة من الطاقة المتجددة، التي أطلقت من خلالها عمليات البحث في إعداد خريطة شاملة للمواقع التي يمكن إنتاج الطاقة الشمسية بها في مناطق المملكة كافة، لتقليل الاعتماد المستقبلي على الوقود والإسهام في الحد من التلوث البيئي، وهو ما يتواكب مع رؤية المملكة 2030 وجهودها في إعادة هيكلة وتنويع الاقتصاد الوطني، وخصوصاً أن الشركة تسعى إلى المنافسة على مؤشرات الأداء العالمي، بعد أن أصبحت الشركة الأكبر في مجال الطاقة الكهربائية بمنطقة الشرق الأوسط. ومنذ العام 2011 دخلت الشركة مجال الطاقة المتجددة بتنفيذ مشروع فرسان بقدرة 500 كيلو واط ليكون باكورة مشاريعها، ويعمل الآن بكفاءة تامة، ومن ثم توالت الدراسات والتقويم الفني والاقتصادي للاستفادة بما تتمتع به المملكة من موارد واعدة واقتصادية للطاقة المتجددة. كما اعتمد مجلس إدارة الشركة مبادرات الشركة السعودية للطاقة المتجددة لبناء محطات مختلفة القدرات تعمل بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح يبلغ إجمالي قدراتها 300 ميغاواط، وتُنَفذ خلال السنوات القادمة بهدف مواكبة الطلب المتنامي على الطاقة الكهربائية بالمملكة خلال السنوات الأخيرة، توفر ما يعادل 25.5 مليون برميل وقود على مدى عمرها الإنتاجي المقدر ب 25 عاماً. ومنذ الإعلان عن رؤية السعودية 2030 - وفقاً لوكالة الأنباء السعودية - تعمل الشركة عن قرب مع الجهات المعنية بوزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية لتطوير خططها ومبادراتها لتنفيذ مشاريع للطاقة المتجددة بقدرة 9.5 غيغاواط. وكانت الشركة أعلنت أخيراً إنشاء وتطوير مشروعين للطاقة الشمسية في مدينتي الجوف ورفحاء، وذلك بهدف إنشاء محطتين تعملان بتقنية الطاقة الشمسية الضوئية (PV) يعملان بشكل كامل بالطاقة الشمسية بقدرة 50 ميغاواط لكل منهما، بمثابة محطات توليد مستقلة (IPP) لإنتاج الطاقة الكهربائية، وللاستفادة من موارد المملكة من طاقة الرياح تعمل الشركة على تنفيذ مشروع بمنطقه حريملاء لإنتاج 2750 كيلو واط من طاقة الرياح، وأيضاً تقوم الشركة السعودية للكهرباء بإعداد الدراسات اللازمة لتنفيذ مشاريع لطاقة الرياح بمنطقه أملج على الساحل الغربي للمملكة تصل قدراتها إلى 50 ميغاواط. كما تم توقيع عقدين منفصلين يعتبران من أكبر محطات التوليد في العالم للطاقة الكهربائية المدمجة مع الطاقة الشمسية الحرارية (ISCC)، إذ تم توقيع المشروع الأول لإنشاء محطة ضباء الخضراء، التي تعمل بنظام الدورة المركبة من خلال وحدتي توليد غازية ووحدة توليد بخارية، لإنتاج 605 ميغاواط من الكهرباء، مشتملة على قدرة كهربائية ناتجة من وحدات التوليد بالطاقة الشمسية تصل إلى 43 ميغاواط، وتم توقيع العقد الآخر لإنشاء محطة توليد وعد الشمال التي ستسهم في إنتاج 50 ميغاواط من الطاقة الشمسية المدمجة من إجمالي قدرات التوليد بالمحطة التي تصل إلى (1390) ميغاواط وقت الذروة، مشتملة على أربع وحدات توليد غازية ووحدة توليد بخارية. ويتم تنفيذ مشروع محطة الطاقة الشمسية في مدينة الأفلاج بقدرة إجمالية تصل إلى 50 ميغاواط، وهو من أوائل المشاريع الخاصة بالطاقة المتجددة التي بدأتها الشركة بالتعاون مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، بعد أن نجحتا في تنفيذ مشروع تركيب خلايا كهروضوئية تعتمد على الطاقة الشمسية في توليد الطاقة لمدرستين بالرياض. وقالت الشركة السعودية للكهرباء في بيان لها اليوم، أن جهودها لم تتوقف على إنشاء مشاريع إنتاج الطاقة المتجددة في مواقع مختلفة بالمملكة، بل تعدى ذلك إلى العمل على بناء كفاءات وطنية متخصصة في هذا المجال، يمكنها أن تُشغّل وتدير تلك المشاريع مستقبلاً، وتسهم في اختيار أفضل التقنيات الخاصة بمشاريع إنتاج الطاقة الشمسية خلال عملية إنشاء تلك المشاريع، إذ أرسلت فريقاً من المهندسين والفنيين السعوديين من الشركة لإجراء تدريبات فنية وتقنية حديثة في الولاياتالمتحدة الأميركية وأوروبا استعداداً لتشغيل وإدارة محطات الطاقة الشمسية بالمملكة، التي ستكون أولها محطة ضباء الخضراء للطاقة الشمسية في منطقة تبوك، لنقل الخبرة للمختصين من منسوبي الشركة واكتسابهم مهارات تشغيل وصيانة هذه المنشآت وقياس أدائها.