«غنام» لاسمه معنى جميل يعكس شخصيته القوية القيادية التي تخطط فتنجح، ولغنام صاحب «الغنم وكثير الغنم»، كما ذكر في معانيه صفات عدة، وأبرزها «نغمة الصوت» التي يعرف صاحبها من أول كلمة، فهو يتعرف بطريقة ملفتة على كل أصحابه وأقاربه، وحتى لاعبي كرة القدم والمحللين الرياضين ويعدد أسماءهم بثقة عالية. غنام العجمي (12 عاماً) فقد البصر حينما كان طفلاً رضيعاً، وأصابه ورم في الرأس، وأتلف أعاصب العين، وعاشت طفولته يتعلم ويقرأ ويفهم كل شيء، حتى أصبح ناشطاً اجتماعياً وعضواً في جمعية كفيف في الرياض، ويشارك في العديد من الأنشطة الاجتماعية التي تبزر مواهب المبدعين وتقدمهم بطريقة جميلة. يقول: «على رغم بأني فاقد للبصر إلا أني لم أشعر بذلك أبداً فكل الذين حولي يعاملوني بأني طفل مميز مثلهم، ويدعموني ويشجعوني بشكل كبير ويساعدوني من خلال حسابي في موقع إنستغرام بنشر يومياتي وأناشيد أقدمها بصوتي الجميل، فأنا أحب أداء الأناشيد بشكل كبير، ولي صوت رائع جداً، وأعتبر نفسي من المغردين بأصواتهم». يحب غنام نادي النصر واللاعب محمد السهلاوي الذي يمتلك قدرات هائلة في اللعب ويلعب كرة القدم مثلهم، ويرى أن الرياضة منافسة جيدة إذا استثمرت بشكل محترم ستكبر وتصبح نموذجاً لكل الأطفال الذين يحبون الرياضية وفاقدي البصر الذين يلعبونها. لغنام الكثير من الأصدقاء في المدرسة ويشارك دوماً بالأنشطة المدرسية، وهو من المتفوقين جداً، ومبدع في مادة الرياضيات واللغة الإنكليزية، ويعرف الأحرف والأرقام، ويفتقد صديقه إبراهيم الحيدان الذي توفى، ويذكر دوماً أيامه ومواقفة ولحظات الإفطار سوياً في المدرسة. ويضيف: «لدي الكثير من المشاركات في جمعية كفيف وأقدم بعض الدورات، والتقت معي العديد من القنوات لأني شخصية جميلة وملفتة ولي صوت رائع، وسأتعلم كثيراً وأدرس كل شيء من العلوم المختلفة حتى أكبر، وحينها سأقرر ماذا سأفعل أو أحقق، ولكني الآن أتمنى أن أمتلك بيتاً، وأعيش بسعادة مع أسرتي». ومن جهة أخرى، تقول أم غنام: «أرى في غنام كل الحياة والسعادة، وعلى رغم بأن الجميع حولي كان يعتقد بأني سأبدو حزينة لحرمان غنام من البصر إلا أني في قمة من التفاؤل والفرح بأن الله رزقني غنام وأعطاني كل أيام السعادة، وأتمنى له مستقبل جميل ويكمل تعليمه بتفوق كما عهدته، ويتطور في التعليم، خصوصاً مع رؤية المملكة في العام 2030 في برنامج التحول الوطني، وسيحقق غنام وغيره من الأطفال في هذا العام الكثير من الإنجازات والدعم والتفوق».