يحمل كلمات الأناشيد بين يديه الصغيرتين، ويرددها بينه وبين نفسه قبل أن يسمع صوته الكثير من الناس، ثم يرفع صوته أمام أحبابه. والدته ووالده وأشقاؤه يصفقون له بسعادة وهو يبتسم فخوراً جداً بنفسه، ويهنئونه على جمال صوته ومشاعره الدافئة التي تنبع من كلماته في الأنشودة. فيصل الشعوان (10 أعوام) يعاني من فشل كلوي ويعيش بين أسرته بسعادة وغرفة غسيل الكلى بالمستشفى ليعود، وهو يحمل ابتسامة تشع منها روح عالية من التفاؤل. ويمتلك فيصل صوتاً شجياً رائعاً وينشد بطريقة تجذب كل من حوله، يقول: «منذ كان عمري 6 أعوام وأنا أردد الأناشيد وأحفظها وألقيها بصوتي، والجميع يثني عليّ، وهذا الأمر جعلني أشعر بالسعادة والحماسة. وهو تشجيع قوي لاستمرار موهبتي وتطويرها مع الأيام، وأحفظ 13 جزءاً من القرآن الكريم، وحيث بدأت قراءة القرآن الكريم منذ دخولي المدرسة، ثم بدأت الإنشاد من تشجيع المعلمين لي، وطورت هذه الموهبة أختي ريم فهي تحب دعمي وتشجيعي دوماً». يحب فيصل اللعب وأسرته كثيراً، وجميع الناس في حسابه على «أنستغرام» ويتواصلون معه، ويحب دوماً أن يطلق عليه الجميع اسم الشيخ فيصل؛ لأنه يحب علماء الدين، ويتمنى أن يكون مثلهم في يوم من الأيام. يضيف: «الكثير يحلم بتحقيق الأمنيات، وأمنياتي مهمة وسأحققها يوماً، ولن تواجهني أي صعوبات مثل الإنشاد. وجدت التشجيع من أسرتي ومدرستي وأصدقائي ومتابعيَّ في «أنستغرام» و«تويتر»، وأحب لحظات التصوير لأعمالي ولا أشعر بالملل أبداً؛ لأن هذا تحدٍّ لموهبتي، ولا بد من أن أتقدم وأقدم الشيء المميز. ومع أنني لم أعد أمارس هواية السباحة يومياً لأني مرتبط بأيام غسيل الكلى بالمستشفى، ولكن سأشفى بإذن الله وأكمل مسيرتي بالعطاء والنجاح». وينصح فيصل الأطفال الذين يمتلكون مواهب بأن يهتموا بها ويطوروها بشكل جيد وسليم، وعلى الوالدين منح أطفالهم كل التفاؤل والسعادة، سواء في المدرسة أم المنزل؛ لأن ذلك ينعكس على مشاعرهم، ولديه أمنيات كثيرة يحبها، ويتمنى بأن تتحقق وهو واثق من تحقيقها، يقول: «أن أصبح مؤذناً وإماماً في الحرم المكي إن شاء الله، وأشفى من غسيل الكلى؛ لأتمكن من أداء صلاة الفجر في المسجد».