لغياب المعايير أصبح الناشرون يراقبون كل ما يصدر عن «البوكر العربية» من بيانات بجدية متناهية. وبعد تشجيع منظمي الجائزة على أن يكون هناك زيادة في ترشيح المؤلِفات الإناث في عام 2010، تحققت «شبه» مساواة جندرية في القائمة الطويلة لعام 2011، ولكن تقلص وجود المؤلِفات الإناث على القائمة الطويلة بسرعة إلى واحدة أو اثنتين فقط لكل عام بعد ذلك. وقال الروائي الليبي أحمد الفيتوري - أحد الحكام - إنه في عام 2014 كانت هناك عدد من الروايات المرشحة لمؤلفات شابات، ولكن اثنتان فقط كانتا تستحقان الوصول إلى القائمة المرشحة ال16 الطويلة، وواحدة فقط وصلت إلى القائمة القصيرة وهي للعراقية إنعام كجه جي. اختلال التوازن الجندري يعتبر انتقاداً متكرراً للجائزة، وهذا العام قالت رئيس مجلس أمناء «الجائزة العالمية للرواية العربية» في مؤتمر صحافي، إن تمثيل الجنسين كان عاملاً في اختيار الحكام. وعبر «تويتر» تحدت لينا عجيلات رئيس تحرير مجلة «حبر» الإلكترونية الأردنية، هذا الادعاء: «ولكن النتيجة (هي نفسها): امرأة رمزية واحدة وأربعة رجال في لجنة التحكيم»! ولكن على رغم ذلك، فإن الجائزة تقدم عدداً من الفوائد الإيجابية للقراء والكتاب. وبخلاف الفائدة المالية الواضحة، فإنها تساعد الكتاب العرب في توسيع جمهورهم خارج حدودهم الوطنية، وهذه ميزة مهمة بشكل خاص في صناعة الكتاب التي أصبحت تتجه نحو التقلص والتحول إلى مؤسسات صغيرة بسبب المشكلات مع الرقابة والتوزيع، والتي تجعل من الصعب تحرك الكتب عبر الحدود الوطنية. وكان للجائزة أيضاً تأثير يتخطى الأدب العربي، لأنها تسببت - على الأقل - بزيادة طفيفة في الروايات المترجمة من العربية إلى لغات أخرى. وبالتأكيد، يستحق منظمو الجائزة الثناء بسبب وصول عدد من كتاب القائمة القصيرة لعدد من المهرجانات الأدبية العالمية. وحصلت بعض الكتب أيضاً على الجوائز بعد ترجمتها، مثل «عزازيل» ليوسف زيدان، و«مديح الكراهية» لخالد خليفة، و«شريد المنازل» لجبور الدويهي. «عزازيل» التي كانت «بست سيلر» بالعربية، ترجمت بالفعل إلى 14 لغة، ولكن في معظم المدن العربية لن تجد أي شخص (من عامة الشعب) يقرأ بلهفة «لا سكاكين» خليفة، أو فرانكشتاين السعداوي في المترو أو الترام، ففي الوقت الحاضر، الأدب العربي وجوائزه يعتبران مثل لعبة رياضية نادرة تمارسها قلة نخبوية مختارة. ولكن «الجائزة العالمية للرواية العربية» أثبتت أنها تسهم في تحول الأدب العربي إلى رياضة ذات جوائز كبيرة، وكتاب مشاهير، وفوائد لا تحصى للجمهور.