انهارت أمس القوات الموالية لجماعة الحوثيين والرئيس اليمني السابق علي صالح شمال غرب محافظة حجة الحدودية، وأعلنت القوات الحكومية سيطرتها على المنفذ الحدودي شمال مدينة حرض بعد معارك ضارية شاركت فيها المدفعية السعودية ومقاتلات التحالف وطائرات «الأباتشي»، وهو ما أدى إلى مقتل وجرح عشرات المتمردين وإجبار البقية على الفرار باتجاه المدينة. وأعلن الجيش اليمني صباح أمس انطلاق عملية عسكرية واسعة لتحرير مدينة حرض الحدودية غرب البلاد. وقال الجيش في سلسلة تدوينات نشرها المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة التي تقود المعارك هناك، إن «الجيش بدأ اليوم (أمس) عملية عسكرية واسعة لتحرير مدينة حرض والمناطق المحيطة بها». وأشار المركز إلى مشاركة طيران التحالف في العملية التي تهدف لتحرير مدينة حرض الحدودية بمحافظة حجة، وهي منفذ رئيسي بين اليمن والسعودية. وشارك طيران التحالف العربي في العملية العسكرية الواسعة التي انطلقت مع ساعات صباح أمس، ودمر آليات عسكرية للميليشيا الانقلابية في مفرق «المجبر» و «وادي بن عبدالله» بمدينة حرض، كما قصفت مدفعية الجيش مواقع الانقلابيين بالتزامن مع العملية العسكرية الواسعة، واستهدفت عربة عسكرية للحوثيين خلف الجمرك القديم وتمكنت من تدميرها. ودارت خلال الأيام الماضية معارك عنيفة بين الجيش اليمني والحوثيين في مناطق حرض وميدي بمحافظة حجة، بعد هجوم عنيف شنه الحوثيون بهدف السيطرة على مواقع الجيش، وخلفت المعارك عشرات القتلى والجرحى من الطرفين. وذكرت مصادر عسكرية أن قوات اللواء 105 واللواء 25 واللواء الثاني، إضافة إلى قوات لواء حرس الحدود، تمكنت تحت غطاء جوي ومدفعي من السيطرة على مقر «جمرك حرض القديم» وتقدمت من ثلاثة محاور باتجاه مدينة حرض التي انسحب إليها المتمردون وباتت على بعد كيلومترات منها. وأضافت أن الميليشيات الحوثية زرعت آلاف الألغام الفردية والمضادة للدروع أمام القوات الحكومية وعلى الطرق الرئيسية والفرعية، وهو ما يعيق التقدم السريع لتحرير المدينة، مشيرة إلى قيام طيران التحالف ومقاتلات «الأباتشي» بشن غارات كثيفة على مواقع الحوثيين، وتدمير آليات عسكرية في مناطق «مفرق المجبر ووادي بن عبدالله» في المحيط الشرقي والشمالي لحرض. وقال مصدر بالمقاومة الشعبية في كرش شمال لحج، إن أربعة من الميليشيات المسلحة قتلوا في معارك عنيفة جرت فجر أمس بين الميليشيات الانقلابية وأفراد المقاومة والجيش الوطني. جاء ذلك في وقت استمرت المواجهات في مختلف جبهات القتال بالتزامن مع غارات لطيران التحالف استهدفت مواقع الانقلابيين في محافظات صعدة والجوف ومأرب وتعز والأطراف الشمالية الشرقية لمحافظة صنعاء حيث تتصاعد المعارك في جبال مديرية نهم. سياسياً، أفادت مصادر مطلعة على سير المفاوضات بين وفد الحكومة والمتمردين في الكويت، بأن وفد الحوثيين وحزب صالح لا زال مصراً على إفشال المشاورات عبر تنصله من التزاماته تجاه مرجعيات المفاوضات وفي مقدمها قرار مجلس الأمن رقم 2216، على الرغم من الجهود الحثيثة التي يبذلها المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ أحمد والدبلوماسية الكويتية من أجل التوصل إلى اتفاق يقضي بإنهاء الانقلاب وسحب الميليشيات وتسليم الأسلحة للدولة واستعادة المؤسسات وإطلاق الأسرى والمعتقلين، ثم التوافق على استعادة المسار السياسي. وأمهلت الكويت، في تصريحات لنائب وزير خارجيتها خالد الجارالله، الوفدين المتفاوضين 15 يوماً للتوصل إلى اتفاق، مؤكدة أنها ستعتذر عن الاستمرار في استضافة المشاورات التي كانت بدأت في 21 نيسان (أبريل) الماضي وتوقفت لإجازة عيد الفطر المبارك قبل أن تستأنف السبت الماضي.