كثف طيران التحالف العربي أمس غاراته على مواقع مسلحي الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي صالح في صنعاء ومحيطها ومحافظات تعز ومأرب وذمار والبيضاء والجوف في وقت استمرت المعارك التي تخوضها القوات المشتركة ل»المقاومة الشعبية» والجيش ضد المتمردين في جبهات تعز وحجة وعند الأطراف الشمالية الشرقيةلصنعاء في مديرية نهم. وأكدت مصادر المقاومة والجيش أن قواتهما واصلت أمس التقدم في مناطق في مديرية نهم وسيطرت على مواقع مطلة على وادي «ضبوعة» وباتت تتحكم في واحدة من أهم طرق إمداد المتمردين الحوثيين والقوات الموالية لعلي صالح. وكشفت المصادر عن وصول تعزيزات عسكرية ضخمة للمقاومة والجيش في جبهة نهم بينها راجمات صواريخ، وأضافت أن 30 متمرداً على الأقل قتلوا في اليومين الأخيرين جراء المعارك وغارات طيران التحالف. وكانت مقاتلات التحالف جددت أمس غاراتها على مواقع الحوثيين وقوات صالح في صنعاء، وضربت مخازن أسلحة في جبل نقم شرق العاصمة ومعسكر «الحفا» المجاور، كما طاولت معسكر القوات الخاصة في منطقة الصباحة ومواقع في مديرية بني مطر المجاورة غرب صنعاء. وامتدت غارات التحالف إلى مواقع المتمردين في مديريتي الوازعية و»ذوباب» الساحليتين غرب تعز، وطاولت مواقع لهم في مديرية ميفعة عنس شرق ذمار وأخرى في منطقة «المناسح» التابعة لمديرية «ولد ربيع» غرب محافظة البيضاء، إلى جانب غارات متفرقة على مديرية صرواح غرب مأرب ومواقع أخرى غرب محافظة الجوف المجاورة. إلى ذلك أفادت مصادر المقاومة والجيش في مدينة تعز بأن قواتها المشتركة صدت هجوماً عنيفاً للحوثيين وقوات صالح في الجبهة الشرقية من ثلاثة محاور في مناطق «ثعبات والكمب وحي الدعوة» وأجبرتهم على التراجع بعد أن كبدتهم خسائر كبيرة. وأضافت مصادر ميدانية في قوات المنطقة العسكرية الخامسة في الجيش اليمني أن قواته واصلت التقدم في جبهتي ميدي وحرض الحدوديتين شمال غربي محافظة حجة في ظل معارك ضارية مع المتمردين. على صعيد منفصل، قالت مصادر أمنية وطبية في مدينة المكلا عاصمة حضرموت الواقعة تحت سيطرة تنظيم «القاعدة» منذ نيسان (أبريل) من العام الماضي، إن 40 مسلحاً على الأقل قتلوا ليل أول من أمس (الاثنين) في غارات جوية استهدفت معسكرات يسيطر عليها التنظيم. وفي حين لم تكشف المصادر إن كانت الضربات لطيران التحالف أم أنها لطائرات أميركية من دون طيار، قال شهود إن عمليات نزوح واسعة للسكان شهدتها الأحياء المجاورة لمقر قيادة المنطقة العسكرية الثانية ومقر قوات الدفاع الساحلي خشية تجدد الضربات، كما أفاد الشهود بأن التنظيم سارع خلال الغارات إلى إخلاء مطار الريان وعدد من المقرات الحكومية من عناصره. من جهة أخرى أكدت مصادر أن القوات العسكرية التي تقدمت في مديرية بيحان بمحافظة شبوة (جنوب شرقي اليمن)، وافقت على تهدئة المعارك مع المسلحين الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي صالح لدواعٍ إنسانية. فقد وافق قائد اللواء 21 ميكا جحدل العولقي، على هدنة لمدة ساعتين، كانت قد طالبت بها شخصيات اجتماعية في مديرية بيحان، وذلك للسماح بمرور محروقات توليد الطاقة الكهربائية، إضافة إلى المواد الإغاثية والطبية. وأضافت المصادر إن قادة الحوثيين في بيحان رفضوا تطبيق الهدنة، واشترطوا انسحاب قوات الجيش الوطني من المواقع التي سيطرت عليها خلال الأيام الماضية، كما شدد الحوثيون على قوات الجيش للتراجع إلى منطقة نجد الحنش، الأمر الذي رفضه الطرف الأخير. ويهدد تعنت الحوثيين الهدنة المفترضة بهدف إدخال المواد الإغاثية، مما يهدد حياة آلاف المدنيين في المناطق المتضررة. وتواصل قوات التحالف والمقاومة الشعبية تطهير المحافظات القريبة من حدود السعودية، تساندها طائرات «الأباتشي» والمدفعية، فيما قامت وحدات من الجيش اليمني بالتوغل إلى مواقع تسيطر عليها قوات صالح وميليشيا الحوثيين في محافظة حجة، وباتجاه مدينة اللحية جنوب شرقي مدينة حرض باتجاه الحديد ومنطقة حيران.