أعلنت نقابة المحامين في محافظة نينوى مقاطعة محاكم الاستئناف وهددت بتنظيم «عصيان مدني» على خلفية قرار هيئة الإشراف القضائي نقل دعاوى الإرهاب إلى بغداد، فيما أكد المحافظ أن القرار يتنافى مع «الاختصاص المكاني» ويشكل عبئاً إضافياً على أسر الموقوفين، خصوصاً أن معظم الدعاوى هي كيدية. وتتهم نينوى الحكومة الاتحادية بمصادرة صلاحياتها وتهميش إدارتها المحلية على المستويات الأمنية، وكانت العام الماضي مسرحاً لاحتجاجات على سوء الخدمات واستمرار الاعتقالات، تحولت لاحقاً إلى اشتباكات على غرار ما شهدته مدن الأنبار وقضاء الحويجة في محافظة كركوك. وأعلنت نقابة المحامين في بيان أمس أن «قرار هيئة الإشراف القضائي نقل كل القضايا والدعاوى المتعلقة بالإرهاب إلى محكمة قصر العدل في بغداد، مخالفة لقواعد الاختصاص المكاني»، داعية مجلس نينوى إلى «الموافقة على إعلان النقابة عصياناً مدنياً إلى حين إلغاء القرار». وقال رئيس اللجنة القانونية في مجلس نينوى نوفل العاكوب ل «الحياة» إن «القانون العراقي موحد يطبق على المناطق بالتساوي، وكل منطقة لها محاكم مختصة بالنظر في أي دعوى ترفع داخل حدودها الإدارية، لذلك نعتبر قرار هيئة الإشراف إرباكاً من شأنه أن يشكل عبئاً إضافياً على أسر الموقوفين»، وزاد أن «القرار كان سارياً في قضاء تلعفر حصراً، وقد ألغاه لاحقاً رئيس الوزراء نوري المالكي خلا زيارته الأخيرة لنينوى». وأوضح العاكوب أن «القانون العراقي يسمح بنقل الدعوى بناء على طلب المشتكي، لكن في القرار هناك تعميم، ثم أن القانون واحد وضع ليطبق على كل الطوائف والقوميات بالتساوي من دون تفرقة، وما الفرق في تطبيقه بين نينوى والبصرة». من جانبه، قال محافظ نينوى أثيل النجيفي في بيان إن «القرار مخالف لأحكام القانون كونه يتنافى مع الاختصاص المكاني وآخذين في الاعتبار أن معظم دعاوى الإرهاب كيدية ونقلها يشكل عبئاً إضافياً على أهالي الموقوفين»، واستدرك «عند اتصالي برئيس الاستئناف في نينوى قال لي إنه لم يستطع استيضاح مضمون هذا القرار وأسبابه من رئيس مجلس القضاء الأعلى». وكشف النجيفي خلاصة «استطلاع رأي أجرته إحدى المنظمات الأجنبية وفيه أن نسبة الراغبين من أهالي نينوى بإنشاء الإقليم تجاوز 63 في المئة، وهي رغبة تتصاعد، ولكننا ملزمون البدء بالخطوات العملية لإنشائه بعد الانتخابات». وزاد: «أما اليوم فنحتاج إلى التهيئة والاستعداد، خيارنا للإقليم لا علاقة له بنتائج الانتخابات ولكنها قد تجعلنا نسلك الطريق السهل أو الصعب».