عزّز الحزب الديموقراطي وحدته بعد إعلان بيرني ساندرز دعمه منافسته هيلاري كلينتون في انتخابات الرئاسة الأميركية المرتقبة في 8 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، من أجل هزيمة المرشح الجمهوري المفترض دونالد ترامب. أتى ذلك خلال أول ظهور مشترك لهما في ثانوية بورتسماوث بولاية نيو هامبشير، وذلك قبل أسبوعين من مؤتمر الحزب الديموقراطي الذي يُرجَّح أن يكرّس كلينتون مرشحة لخوض معركة خلافة باراك أوباما. في المقابل، يجد ترامب صعوبة في توحيد الحزب الجمهوري وراءه بعد مواقفه في شأن الهجرة والمسلمين والنساء. ساندرز (74 سنة) الذي كان وجّه انتقادات لاذعة لهيلاري خلال حملته الانتخابية، هنّأها بفوزها في الاقتراع التمهيدي، معلناً «دعمه» لها، وزاد: «سأبذل جهدي لتكون الرئيسة المقبلة للولايات المتحدة». وأضاف في خطاب عاطفي انتظره الديموقراطيون طويلاً: «أعرف هيلاري كلينتون منذ 25 سنة. أدرك كيف حاربت لضمان الأطفال بوصفها سيدة أولى وفي مجلس الشيوخ، وستكون رئيسة ممتازة». وتابع: «ليس سراً أنني وهيلاري كلينتون نختلف على قضايا». واستدرك: «حدث تكاتف مهم بين الحملتين، وأنتجنا بفارق هائل البرنامج الأكثر تقدمية في تاريخ الحزب الديموقراطي». وقال: «مهمتنا الآن تكمن في تطبيق هذا البرنامج في مجلس شيوخ يسيطر عليه الديموقراطيون، وفي مجلس نواب يسيطر عليه الديموقراطيون، وفي ظل رئاسة هيلاري كلينتون. وسأبذل جهدي لتحقيق ذلك». وأضاف: «في هذه الأوقات العصيبة لبلدنا، يجب أن تتمحور الانتخابات حول توحيد الناس، لا تقسيمنا. فيما أن دونالد ترامب مشغول بإهانة المكسيكيين والمسلمين والنساء والأميركيين الأفارقة والمحاربين القدامى. تدرك هيلاري كلينتون أن تنوعنا هو واحد من أعظم نقاط قوتنا. أطلقنا معاً ثورة سياسية لتغيير أميركا، وهذه الثورة متواصلة». وبعدما أنهى ساندرز خطابه، عانقته كلينتون، ثم خاطبت الجمهور قائلة: «نحن أقوى معاً». وأعلنت قبولها تأييد خصمها، مبدية سعادتها بالعمل مع شخص نشّط الانتخابات التمهيدية. واعتبرت أن ساندرز «جلب الناس من الهامش و(أقحمهم في) العملية السياسية». وأشادت بساندرز، بوصفه محارباً عن قضايا ليبرالية، وزادت: «سمعته في الدفاع الشغوف (عن قضايا) لم تجعله دوماً الشخص الأكثر شعبية في واشنطن، ولكن ذلك يشكّل عادة مؤشراً إلى أن المرء يفعل شيئاً صائباً». ترامب الذي كان اعتبر أن ساندرز «عومل في شكل رهيب من الديموقراطيين»، شنّ هجوماً عنيفاً على سيناتور ولاية فيرمونت، قائلاً: «بيرني ساندرز الذي فقد معظم نفوذه، باع نفسه للمحتالة هيلاري كلينتون، ولم يكن صادقاً مع نفسه وأنصاره». وبدا الصف الديموقراطي متماسكاً قبل مؤتمر الحزب، فيما فتح المرشح الجمهوري السابق جيب بوش النار على ترامب، معتبراً أنه «سيخون الناخبين» إذا فاز بالرئاسة. وقبل أسبوع من مؤتمر الحزب الجمهوري لتسمية ترامب مرشحاً رسمياً، كرّر بوش رفضه انتخاب البليونير الأميركي، إذ اعتبر أنه اختلق بخطابه الشعبوي «واقعاً بديلاً يستفيد منه الآن». وخاطب الناخبين قائلاً: «ترامب سيخونكم. المأساة هي أنه لن يكون هناك جدار (مع المكسيك)، ولن يكون هناك منع ل(دخول) المسلمين. الواقع أن ذلك لن يحصل، وترامب ابتكر عالماً منفصلاً لبناء شعبيته». ورأى بوش أن المدرسة المحافظة التي أوصلت والده وشقيقه إلى الرئاسة عامَي 1988 و2000، هي «في حال موت موقت، وترامب ليس جمهورياً ولا محافظاً». تصريحات بوش عرقلت محاولات ترامب المتراجع في استطلاعات الرأي لتوحيد الحزب الجمهوري قبل المؤتمر الحزبي في مدينة كليفلاند الإثنين المقبل. وهو يبحث الآن عن نائب رئيس مقرّب من المحافظين سيختاره نهاية الأسبوع، لمغازلة القاعدة المتدينة. ومن أبرز الأسماء المطروحة حاكم ولاية إنديانا مايك بنس، والرئيس السابق لمجلس النواب نيوت غينغريش، والجنرال السابق في الجيش مايكل فلين. وأوردت صحيفة «نيويورك تايمز» أن حملة كلينتون تدرس تسمية القائد السابق في البحرية الأميركية جيمس ستافريديس نائباً لها.