كابول – أ ف ب - دافعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون عن قضية المرأة الافغانية في مؤتمر كابول، في وقت تثير اعادة استيعاب عناصر سابقين من «طالبان» قلق منظمات غير حكومية. وقالت: «عمل الافغانيات والمجموعات المنبثقة عن المجتمع الاهلي سيكون ضرورياً لتقدم البلاد، ما يحتم حصولها على السلطة المطلوبة للمشاركة في إرساء سلام عادل ودائم، أما ارغامها على التزام الصمت او دفعها الى هامش المجتمع، فسيبعدها عن آفاق السلام والعدالة». ورحبت بتعهد الرئيس الافغاني حميد كارزاي «عدم التضحية» بحقوق النساء والاقليات الإثنية والمجموعات الممثلة للمجتمع المدني في عملية السلام، علماً انها التقت قبل المؤتمر عشر نساء مسؤولات في منظمات افغانية غير حكومية في مقر السفارة الاميركية، وأبلغتهن انها تتفهم وتقاسمهن قلقهن حيال عملية اعادة الاستيعاب التي تدعمها ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما، شرط ان يتخلى المتمردون عن العنف ويوافقوا على الانخراط في اللعبة الديموقراطية. وقالت كلينتون: «من مصلحة الجميع، قيام افغانستان مستقرة وآمنة ومسالمة، خصوصاً النساء والاطفال، لكن ذلك لا يمكن ان يحصل على حساب النساء». وقالت النائبة السابقة فوزية كوفي، المسؤولة عن احدى المنظمات: «نريد السلام مع العدالة، لأن حمل طالبان على الانخراط في العملية وإجراء تسويات مع حقوق النساء سيعيد هذا البلد قروناً الى الوراء». وكانت الوزيرة السابقة مسعودة جلال التي اعتبرت المرأة الاولى التي خاضت منافسات الرئاسة الافغانية، اكدت في حزيران (يونيو) الماضي ان بدء محادثات سلام مع «طالبان» سينعكس سلباً على حقوق النساء في بلادها. وجعلت كلينتون من المساواة بين الجنسين والدفاع عن حقوق النساء احد ابرز رهاناتها، منذ ان كانت السيدة الاولى في الولاياتالمتحدة (1993-2001). وهي تتطرق الى هذا الموضوع في معظم رحلاتها. وفي الخطاب الذي ألقته امام مؤتمر كابول، اعلنت كلينتون عن خطة اميركية لتشجيع المساواة بين الجنسين في افغانستان، من خلال ايجاد وسطاء بين السلطات الدينية المحلية. وكشفت ايضاً عن برامج جديدة لتحسين الوضع الصحي للامهات والاطفال. وستخصص الادارة الاميركية 37 مليون دولار خلال السنوات الاربع المقبلة لزيادة عدد النساء في مجال الصحة ولا سيما القابلات القانونيات. وتعتبر منظمة «سيف ذي تشيلدرن» غير الحكومية افغانستان «اسوأ مكان في العالم للأمهات». وتفيد الارقام التي قدمها الوفد الاميركي بأن متوسط عمر المرأة الافغانية هو 44 سنة، وان نسبة وفيات النساء هي الاعلى في العالم، اذ تموت امرأة من كل ثماني خلال الحمل او الولادة. اما نسبة الأمية بين الافغانيات فمرتفعة جداً، وذلك على رغم التقدم في السنوات الاخيرة. كذلك أمل وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ألا تدفع النساء «ثمن تسوية سياسية متسرعة» مع «طالبان».