قال رئيس الوزراء العراقي السابق الدكتور إياد علاوي إن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن «لم يحمل في زيارته الأخيرة لبغداد مشروعاً لحل أزمة تشكيل الحكومة، ولم يمارس ضغوطاً، على الأقل علينا لأننا لا نقبل الضغوط». وكان رئيس قائمة «العراقية» التي تصدرت لائحة الفائزين في الانتخابات النيابية الأخيرة، يتحدث الى «الحياة» في مقر إقامته في بيروت التي يزورها، والتقى فيها كبار المسؤولين والسياسيين. سئل علاوي عما دار خلال لقائه بايدن وعن الحديث عن تراجع النفوذ الأميركي في العراق، فأجاب: «كان من الطبيعي أن يطرح نائب الرئيس الأميركي الأفكار التي تعلنها الإدارة، والتي تدعو الى الإسراع في تشكيل الحكومة العراقية التي ستأخذ على عاتقها فرض الأمن وتوفير الاستقرار والخدمات للعراقيين، وإطلاق ورشة الإعمار والتغلب على آثار المراحل السابقة. أما بالنسبة الى الشق الآخر من السؤال، فيجب أن ننتبه الى أن أميركا دولة كبرى، وسياساتها منيت في السنوات الماضية بانتكاسات في باكستان وأفغانستان والصومال ولبنان، وأنها تعيد حالياً قراءة هذه الأوضاع في ضوء اهتماماتها ومصالحها وانشغالاتها، بما في ذلك الملف الإيراني». وأشار الى أن «الإدارة الأميركية تركز الآن على موضوع الانسحاب من العراق وفقاً للجدول الذي أعلنته سابقاً، وهذا الأمر يشكل أولوية بالنسبة إليها في تعاطيها مع الشأن العراقي. نعم، يمكن القول إن موضوع العراق تراجع في لائحة الأولويات الأميركية». وأعرب عن خشيته من أن يؤدي أي تصعيد بين أميركا وإيران الى «انعكاسات سلبية ليس فقط على الوضع في العراق، بل أيضاً على الوضع في المنطقة بمجملها. إذا تصاعدت الضغوط على إيران لا تقف الدول في مثل هذه الأحوال مكتوفة الأيدي، ومن الطبيعي أن تحاول الرد وفقاً لما تقتضيه مصلحتها وقد يؤدي ذلك الى مزيد من زعزعة الاستقرار في منطقة تعاني أصلاً أزمات صعبة. لهذا السبب كانت نصيحتنا للأميركيين إدارة الخلاف مع إيران على نحو لا يضاعف التهديدات المحدقة باستقرار المنطقة ودولها». وسئل علاوي هل يستطيع تولي منصب رئيس الوزراء في العراق من دون دعم إيراني أو قبول إيراني في الحد الأدنى، فأجاب: «لسنا ضد إيران ولا نريد انتهاج سياسة معادية لها، وقد تكون في طليعة الدول التي سأزورها في حال توليّ منصب رئيس الوزراء. أما مسألة التدخل الإيراني في الشأن الداخلي العراقي فمسألة أخرى. نحن ضد أي تدخل إيراني في الشأن العراقي، وضد أي تدخل خارجي. نحن نعتقد أن العراقيين وعبر الاستحقاقات الدستورية يستطيعون إدارة شؤونهم، ولا نخفي معارضتنا لكل أشكال التدخل، ومن أي جهة أتت. هذا الموقف أبلغناه الى المسؤولين الإيرانيين عن طريق وفد من قائمة «العراقية» زار طهران. كما نقلنا إليهم هذه الرسالة عبر قادة من العالم العربي والإسلامي، وبعثنا بمثل هذه الرسالة بواسطة المسؤولين الأتراك. ان العراق بلد صعب أصلاً وحريص على استقلالية قراره، والتدخلات فيه يمكن أن تتسبب في مشاكل للعراق والمنطقة معه. كانت رسالتنا الى المسؤولين الإيرانيين عن أهمية التعاطي مع كل المكونات والأطراف. إن قيام حكومة وحدة وطنية في العراق سيكون لمصلحة البلد والمنطقة». وأقر علاوي بأن وقتاً ثميناً ضاع في المماحكات والخلافات التي أعقبت الانتخابات النيابية، معرباً عن أمله بأن تتمكن القوى العراقية من التوافق خلال الشهر الجاري على قيام حكومة استناداً الى نتائج الانتخابات. وقال إن اللقاءين اللذين عقدهما مع رئيس الوزراء الحالي رئيس ائتلاف «دولة القانون» نوري المالكي ساهما في كسر الجمود الذي كان قائماً في العلاقة، وإن اللجان المشتركة وصلت الى مرحلة البحث في المناصب السيادية والصيغ. ونفى أن تكون فكرة التناوب في رئاسة الوزراء طرِحت، مستبعداً طرحها مستقبلاً. وامتنع عن تسمية الجهات التي اتهمها بالتخطيط لاغتياله، مؤكداً أن المحاولات مستمرة وأنه ينتظر نتائج التحقيقات التي يفترض أن تجريها الأجهزة الرسمية. وسئل هل «القاعدة» وراء هذه المحاولات فاكتفى بالقول إنها من صنع «متطرفين». وعن صحة ما تردد من أنه كان مستهدفاً أيضاً في العملية التي أدت الى اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري قال: «تسربت معلومات من الأممالمتحدة والمحكمة الدولية أن الفريق الذي كلِف التنفيذ أبلغ بأن العملية فرصة للتخلص من الاثنين لا أريد الجزم في ما يتعلق بدقة هذه المعلومات».