حذرت خلية مكافحة الإرهاب في بلجيكا من تنفيذ عناصر تنظيم «داعش» اعتداءات في البلاد بعدما تبنى في الأيام الأخيرة هجومين في فرنسا والولايات المتحدة. وأفادت في مذكرة أرسلتها إلى أجهزة الأمن المختلفة ونشرت صحيفة «دارنيير أور» بعض فقراتها، بأن «عدداً من مسلحي التنظيم غادروا سورية قبل 10 أيام على متن سفينة ومن دون جوازات سفر إلى أوروبا من طريق تركيا واليونان، وانقسموا إلى مجموعتين اتجهت الأولى إلى فرنسا، والثانية إلى بلجيكا». لكن السلطات البلجيكية التي كانت اعتقلت أشخاصاً من أصل مغربي للاشتباه في تورطهم باعتداءات باريس التي خلّفت 130 قتيلاً في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015، وبروكسيل التي أسفرت عن 32 قتيلاً في 22 آذار (مارس) الماضي، اعتبرت أن «لا تأثير مباشر لهذه المعلومات غير المحددة على مستوى التهديد الحالي»، وهو من الدرجة الثالثة الخاصة ب «الأخطار الوشيكة» والتي لم تمنع تنفيذ إرهابيين اعتداءات بروكسيل. وأورد التقرير أن «المسلحين مزودين أسلحة مناسبة، وقد يستهدفون في بلجيكا عبر فرق يضم كل منها عنصرين متاجر ومطعماً للوجبات السريعة ومركزاً أمنياً»، محذراً من أن «فرنسا تتصدر مخططات داعش القادر على تنفيذ تهديداته وإسقاط أكبر عدد من الضحايا»، علماً أن السلطات البلجيكية نقلت المعلومات إلى نظيرتها الفرنسية التي باشرت مراجعة عناصر التحذير في ظل استضافة البلاد بطولة كأس أوروبا لكرة القدم حتى 10 تموز (يوليو) المقبل. ورأى المنسق الأوروبي لشؤون مكافحة الإرهاب جيل دي كيركهوف، أن «داعش» سيظل يهدد أوروبا طويلاً». ونقل عن أجهزة استخبارات أوروبية «وجود خلية تخطيط في الرقة تتولى تدريب العناصر وإرسالهم إلى أوروبا». وتوقع عودة كثيفة للارهابيين الأوروبيين بسبب تقهقر التنظيم في سورية والعراق وتزايد فقدانه الموارد المالية، كما حذر من خطر «الخلايا المعقدة» التي شكلها التنظيم في أوروبا. في فرنسا، شارك الرئيس فرنسوا هولاند في دقيقة صمت في وزارة الداخلية لتكريم الضابط في الشرطة باتيست سالفين وشريكته جيسيكا شنايدر، اللذين قتلهما طعناً في مكان إقامتهما قرب باريس المواطن المغربي الأصل العروسي عبدالله الذي بايع «داعش». وتوقع رئيس الوزراء مانويل فالس أن «تشهد فرنسا هجمات إضافية تؤدي للأسف إلى مقتل مزيد من الأبرياء»، فيما رفض اتهام أجهزة الاستخبارات ومكافحة الإرهاب ب «عدم التيقظ» و «الإهمال» في مراقبة عبدالله، المعروف بتطرفه الإسلامي والذي أدين بتهم الإرهاب عام 2013. وكانت لافتة إدانة عميد المسجد الكبير في باريس دليل بوبكر، تمكُّنَ إرهابيين من التنقل «بحرية في فرنسا»، وقوله: «لا يمكن أن يستمر هذا الوضع». وكان المهاجم عبدالله قال في شريط فيديو نشره على موقع «فايسبوك» قبل أن ترديه الشرطة: «سنجعل كأس أوروبا مقبرة، ونَعِد بمفاجآت أخرى. اقتلوا العاملين في السجون ومسؤولي الشرطة والصحافيين والنواب».