قام الرئيس المصري حسني مبارك أمس بزيارة قصيرة إلى الجزائر، لتعزية الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة بوفاة شقيقه مصطفى. وعلى رغم أن الزيارة التي دامت يوماً واحداً لم يكن لها برنامج، إلا أن السلطات الجزائرية أعطتها طابعها الرسمي واستقبل بوتفليقة ضيفه في المطار. وأوضح مبارك في تصريح للصحافة عقب اللقاء أنه تناول مع بوتفليقة العلاقات العربية والإفريقية وقضية توسيع مجلس الأمن وكل القضايا التي تهم الجزائر ومصر كدولتين عربيتين وإفريقيتين. ورفعت الأعلام الجزائرية والمصرية في معظم الشوارع والطرق السريعة في العاصمة، ما أعطى الزيارة طابعاً «رسمياً». وكانت العلاقات بين البلدين شهدت منذ ستة اشهر تقريباً، حالاً من التوتر بلغت درجاتها القصوى عقب مبارتين لكرة القدم في كل من القاهرة والخرطوم في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. ولم يكن متوقعاً حصول زيارة على هذا المستوى، لكن لقاء بوتفليقة ومبارك في مدينة نيس الفرنسية الشهر الماضي فتح الباب أمام انفراج في العلاقات بينهما. وشدد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط فور وصوله إلى مطار العاصمة على «الرغبة الأكيدة» للبلدين وللشعبين للمضي في بناء «علاقة قوية» تدافع عن حقوق العرب وأمن المنطقة. وقال إن «هناك رغبة أكيدة من الرئيسين والشعبين والحكومتين والدولتين في أن نمضي في بناء علاقة قوية تدافع عن حقوق العرب وعن أمن هذا الإقليم». وأضاف أن «الجزائر ومصر شقيقتان عملتا سوية على مدى 60 عاماً»، لافتاً الى أن هذه الزيارة «زيارة مودة ومجاملة وتؤخذ في هذا الإطار». وعقد بوتفليقة ومبارك "محادثات على انفراد" في إحدى إقامات الدولة في زرالدة (40 كيلومتراً غرب العاصمة)، حيث قدم مبارك العزاء لعائلة بوتفليقة، وتطرقا إلى «ضرورة تحسين العلاقات» وتجاوز «الخلافات». وكشفت مصادر ديبلوماسية في العاصمة الجزائرية ل «الحياة» أن «الرئيسين لم يتناولا بتاتاً قضية الخلاف الذي نشب بين الدولتين بسبب مباريات كرة القدم»، ويعكس ذلك موقفاً رسمياً جزائرياً بأن «الخلاف الجزائري المصري صفحة قديمة طويت». وأجرت الرئاسة الجزائرية «تعديلاً» على برنامج بوتفليقة، ونُقل عنه أنه «فضل استقبال مبارك في شكل رسمي كرد جميل على زيارة العزاء، وهي الوحيدة التي قام بها زعيم عربي بعد وفاة شقيق الرئيس». وشهدت الزيارة أيضاً محادثات على مستوى وزيري الخارجية مراد مدلسي وأحمد أبو الغيط في مطار هواري بومدين، واستمرت على هامش لقاء الرئيسين. ويعتقد بأن الوزيرين اتفقا على برنامج لتبادل الزيارت مستقبلاً.