لاهور (باكستان)، كابول - أ ف ب، رويترز - أعلنت حال تأهب قصوى في مدينة لاهور شرق باكستان، غداة الاعتداء الانتحاري المزدوج الذي استهدف مزار الشيخ الصوفي سيد علي بن عثمان حجوري المعروف باسم «داتا غنج بخش». وأسفر الاعتداء عن مقتل 42 شخصاً وجرح 175، فيما تظاهر حوالى الفي شخص للمطالبة بسقوط حكومة إقليم البنجاب برئاسة شهباز شريف، شقيق زعيم المعارضة رئيس الوزراء السابق نواز شريف، بعد أعمال العنف، وسخروا من تعهداته المتكررة بالانتصار على «الإرهابيين»، مطالبين بإغلاق المدارس الدينية التي تدرّس عقائد حركة «طالبان». وكان انتحاري فجّر سترته الناسفة في طابق تحت الارض ضمن المجمع الضخم للمزار الواقع وسط لاهور، حيث تواجد حوالى 2500 شخص ليل الخميس، ثم فجر انتحاري ثانٍ نفسه في باحة المجمع لدى محاولة كثيرين الفرار بعدما تملكهم الذعر. ويتجمع آلاف الزوار مساء كل خميس لتكريم الشيخ الصوفي الذي ولد في غزنة وسط أفغانستان، وجاب جنوب آسيا في القرن الحادي عشر لنشر الإسلام ثم توفي في لاهور العام 1077. والاعتداء المزدوج هو الثاني الضخم في لاهور خلال نحو شهر، بعد مقتل اكثر من 80 شخصاً في هجمات متزامنة نفذها انتحاريون مدججون بأسلحة وطاولت مسجدين تابعين لطائفة الاحمدية في 28 أيار (مايو). ونفت «طالبان» مسؤوليتها آنذاك، على رغم تنفيذها سلسلة هجمات غالبيتها انتحارية في باكستان خلال السنوات الثلاث الماضية، أسفرت عن حوالى 3450 قتيلاً. وقال الناطق باسم الحركة عزام طارق: «لسنا مسؤولين عن الاعتداء، فنحن لا نهاجم أماكن عامة بل الشرطة والجيش وباقي أجهزة الأمن فقط. المؤامرة دبرتها وكالات استخبارات أجنبية». وقتل 57 شخصاً في اعتداء مزدوج استهدف عسكريين في لاهور في 12 آذار (مارس) الماضي. وفي منطقة خيبر القبلية (شمال غرب)، قتل رجل أمن وجرح آخران بهجوم شنه مسلحون على نقطة تفتيش تابعة للقوات الباكستانية، دمّرت بالكامل. وغداة مصادقة الكونغرس الأميركي على تعيينه قائداً جديداً للقوات الأجنبية في أفغانستان، وصل الجنرال ديفيد بترايوس الى كابول أمس، مدعوماً بإعلان الكونغرس تخصيص 33 بليون دولار لتمويل زيادة القوات الأميركية في هذا البلد. (راجع ص 8) وسينظم احتفال رسمي لنقل مهمات القيادة خلال أيام، علماً ان بترايوس تعهد إعادة النظر في بعض تكتيكات العمليات العسكرية، وبينها توجيه ضربات جوية الى مخابئ مسلحي «طالبان». الى ذلك، هاجمت «طالبان» مكتب منظمة «ديفلوبمنت الترناتيفز» الأميركية للتنمية في ولاية قندوز الهادئة نسبياًَ (شمال)، ما أسفر عن مقتل بريطاني وألماني وفيليبيني وأفغانيَين. وفي باريس، انتقد رئيس أركان الجيوش الفرنسية الأميرال ادوار غيو قول الجنرال فنسان ديبورت الذي يرأس معهداً مرموقاً لتأهيل الضباط في البلاد ان «الاستراتيجية الأميركية في أفغانستان لا تسير على ما يرام». وقال الأميرال غيو لإذاعة «اوروبا 1»: «اعتقد بأن رأيه غير مسؤول، لأنه صادر عن شخص في الخدمة ويتمتع بصدقية». وأعلن أنه سيستدعي ديبورت لشرح ما قاله. ورأى الأخير أن «الوضع الميداني لم يكن أسوأ مما هو الآن» في أفغانستان، بعدما اعتبِر حزيران (يونيو) الشهر الأسوأ للقوات الأجنبية منذ إطاحة نظام «طالبان» نهاية 2001، اذ تجاوز عدد قتلاها المئة. كما انتقد ديبورت قرار الرئيس باراك اوباما إرسال 30 ألف جندي أميركي إضافي الى أفغانستان، قائلاً: «الجميع كان يعرف ان التعزيزات يفترض أن تكون صفراً أو ما يفوق المئة ألف جندي». وأضاف ساخراً: «لا نخوض نصف حروب».