أشاد المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني بالتقدم الذي حققته قوات الأمن في معارك الفلوجة، وجدد مطالبته «بضرورة حماية المدنيين وتخليصهم بكل الوسائل المتاحة»، واعتبر «إنقاذ الأبرياء أعظم وأهم من استهداف العدو». وقال ممثل المرجعية في كربلاء أحمد الصافي، خلال خطبة الجمعة أمس، إن «أعزتنا في القوات المسلحة والشرطة الاتحادية ومن يساندهم من المتطوعين الأبطال وأبناء العشائر الغيارى، يخوضون في هذه الأيام العظيمة معارك ضارية لدحر الإرهاب الداعشي من أرض العراق الطاهرة». وأضاف: «يجب أن نقف لنحيّي بإكبار وإجلال هؤلاء الرجال الميامين على انتصاراتهم وبطولاتهم وتضحياتهم وتفانيهم في الدفاع عن الوطن والشعب والمقدسات (...) ولا نجد من الكلمات ما يفي ببيان قدرهم ومكانتهم». وشدد على ضرورة «رعاية جرحى القوات المشتركة وأرامل وأبناء شهدائهم»، ولفت إلى أن «العراقيين قدموا خلال السنتين الماضيتين في مواجهة الهجمة الداعشية آلاف الشهداء وأضعاف ذلك من الجرحى، لكنهم لم يملّوا ولم يكلّوا عن مقارعة الإرهابيين، وما زالوا صامدين بل إنهم يزدادون إصراراً على الاستمرار بجهادهم الدفاعي إلى تطهير آخر شبر من رجس الظلاميين». وأكد ضرورة «توفير الحماية للمدنيين وتخليص من احتمى به العدو منهم بكل الوسائل المتاحة». واعتبر «إنقاذ إنسان بريء مما يحيط به من الأخطار أعظم وأهم من استهداف العدو، فابذلوا قصارى جهدكم في تأمين حياة المدنيين وإبعاد الأذى عنهم». وللمرة الثانية يدعو السيستاني إلى حماية السكان في الفلوجة، فسبق أن أصدر بياناً الأربعاء الماضي تضمن تعليمات إلى قوات الأمن لحماية السكان وعدم الاعتداء عليهم. إلى ذلك، اتهم إمام وخطيب مسجد الكوفة علي الطالقاني التابع للتيار الصدري الطبقة الحاكمة في البلاد ب»السير باتجاه طاغوتي يشبه ما سار عليه صدام والقذافي». وقال خلال خطبة الجمعة إن «أسوأ ما فعلته الإدارة الأميركية أنها اقتلعت طاغية واحداً كان جاثماً على صدر العراق لتزرع بدله طبقة من الطواغيت من أجل إشاعة الفوضى في البلد ونهب ثرواته». واستنكر «ما قامت به الطبقة الحاكمة التي تقاسمت أكثر من ألف بليون دولار بينها منذ سقوط النظام والتي من شأنها أن تجعل العراق أعظم دولة في العالم». وأضاف: «من المنطقي أن ينعكس هذا الاستهتار على نفوس العراقيين الذين خرجوا مطالبين بالإصلاح ويبدو أن هذا أزعج الطواغيت»، مشيراً إلى أن «من سمات الطغاة المعروفة أنهم يقمعون أي حركة جماهيرية ضدهم ولا يبالون بالجرائم التي يرتكبونها في حق الشعب ما دام ذلك يحفظ عروشهم وامتيازاتهم». واستبعد أن «تكون التفجيرات الأخيرة جاءت لإقناع الشعب بالخديعة وأن الوقت غير مناسب للمطالبة بالإصلاح لأن الحكومة منشغلة بمعالجة موضوع الإرهاب وهذا كذب فاضح»، وطالب الشعب «بادراك زيف هذا التخويف والتهويل ورفض شعار الاستبداد».