في محاولة لتوحيد الصف الديموقراطي وتخفيف وطأة الانقسام بين مرشحة الصدارة هيلاري كلينتون والسناتور بيرني ساندرز، قدمت اللجنة الوطنية للديموقراطيين تنازلات إلى حملة السناتور الاشتراكي، تعطيه صلاحيات أكبر في المؤتمر الحزبي في تموز (يوليو) المقبل وتفتح المفاوضات على أجندة الانتخابات العامة المرجح أن تخوضها السيدة الأولى السابقة ضد رجل الأعمال الجمهوري دونالد ترامب. وعلى وقع الأرقام التي عكست هامشاً أضيق للمنافسة بين كلينتون وترامب، وتقدم وزيرة الخارجية السابقة بفارق ثلاث نقاط في استطلاع «أن. بي. سي.» الصادر الإثنين، مقابل تقدم رجل الأعمال بفارق نقطتين في استطلاع آخر لصحيفة «واشنطن بوست»، تحركت القيادة الحزبية لإنهاء حالة الانقسام الديموقراطي. إذ عكست أرقام الاستطلاعات أن مشكلة كلينتون الأكبر اليوم هي في تردد مناصري ساندرز في دعمها في الانتخابات العامة، مقابل إحراز ترامب تقدماً في رص صفوف الجمهوريين. وأعطت المؤسسة الديموقراطية حملة ساندرز خمسة مقاعد من أصل 11 في لجنة صوغ جدول أعمال الحزب، والذي يرسم في المؤتمر الانتخابي أجندة عمل الحزب ومواقفه من قضايا اقتصادية واجتماعية وخارجية. ومن بين الأسماء التي رشحها ساندرز لعضوية اللجنة، مدير المعهد العربي الأميركي جيمس زغبي، ما يعني محاولة تضمين أجندة الديموقراطيين موقفاً أكثر تضامناً مع القضية الفلسطينية، يُعكس لهجة ساندرز وليس كلينتون في السباق. كما ستحاول حملة ساندرز الضغط في قضايا إصلاح نظام التبرعات المادية في الانتخابات الأميركية ونظام التصويت داخل الحزب الديموقراطي. وهذه كلها قضايا قد تساعد في ردم الهوة بين الحملتين وتسهيل خروج ساندرز ودعمه كلينتون في الانتخابات العامة. إذ تحتاج كلينتون اليوم إلى أقل من تسعين مندوباً لحسم السباق، وما هو متوقع الثلثاء المقبل في كاليفورنيا حيث تتقدم الوزيرة السابقة بفارق 18 نقطة. ولدى كلينتون اليوم 2293 مندوباً من أصل 2382 مطلوبين للفوز، فيما حصد ساندرز 1536 مندوباً. وقالت حملة كلينتون أمس أنها لن تشارك في مناظرة لمحطة «فوكس نيوز» الجمهورية الميول قبل انتخابات كاليفورنيا، فيما وافق ساندرز على الحضور. بدوره يحاول ترامب توظيف الانقسام الديموقراطي لصالحه ويستعين بعبارات ساندرز لانتقاد كلينتون. كما أحرز المرشح الجمهوري تقدماً في رص صف اليمين، وهو التقى السناتور بوب كوركر أمس، الذي يعتبر من الأسماء المحتمل اختيارها لمنصب نائب رئيس مع ترامب. إلا أن مشكلات المرشح تبقى كبيرة مع الأقليات، وتعطي الاستطلاعات تفضيلهم كلينتون بنسب تتخطى 40 نقطة. ويعول ترامب على تغيير هذه الصورة في انتقاله إلى موقع الوسط، على رغم التصريحات التحريضية خلال الأشهر الماضية وتعهده بمنع المسلمين من دخول الولاياتالمتحدة، وبناء جدار على الحدود مع المكسيك. وقالت حملة ترامب إن مستشاره اللبناني الأصل وليد فارس يساعده في التواصل مع الأقلية المسلمة بين الجمهوريين، فيما يعمل البليونير اليهودي الأميركي وصديق إسرائيل شيلدون أديلسون على تحسين صورة ترامب بين اليهود الأميركيين. وأفادت صحيفة «ذي غارديان» أن أديلسون بدأ بإعداد زيارة لترامب إلى الدولة العبرية حيث يتوقع أن يلتقي رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو. وكان ترامب أكد موقفه المؤيد للتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، ونقل السفارة الأميركية إلى القدس وهو ما يعارضه الديموقراطيون.