على رغم تسجيل المرشَّحَيْن الجمهوري دونالد ترامب والديموقراطية هيلاري كلينتون مزيداً من التقدُّم، تغيَّر شكل السباق الرئاسي الأميركي أمس وبعد انتخابات «السبت الكبير»، مع نجاح السناتور اليميني تيد كروز في اللحاق بترامب واقتصار الفارق بينهما على 83 مندوباً، في مقابل إبطاء السناتور الاشتراكي بيرني ساندرز طريق كلينتون لحصد الترشيح، وفوزه بولايتين من أصل ثلاث. وفيما يحاول الحزب الجمهوري الأميركي البحث عن بديل قوي لوقف ترامب، برز كروز فجر أمس كالمرشح الأقدر لهذه المهمة. إذ تفوَّق السناتور ذو الأصول الكوبية (يمثّل ولاية تكساس) على ترامب في ولايتي كنساس وماين بأكثر من 25 نقطة في الأولى و13 في الثانية، على رغم أن الاستطلاعات كانت تُظهر تقدم الأخير. وفاز رجل الأعمال في ولايتي لويزيانا وكنتاكي، لكنّ تبدُّلات طرأت على المشهد الجمهوري مع فوز كروز، وبات عدد المندوبين على النحو الآتي: 378 لترامب؛ 295 لكروز؛ 123 لماركو روبيو و30 لجون كايسيك. ويحتاج أي مرشح جمهوري إلى 1237 للفوز بترشيح الحزب وخوض الانتخابات الرئاسية على مستوى الولاياتالمتحدة. وتريد المؤسسة الحزبية إطالة السباق وبقاء حلبة الترشح كما هي اليوم، من دون انسحاب روبيو وكايسيك ولضمان تشتُّت الأصوات ومنع ترامب من حصد ال1237 مندوباً قبل المؤتمر الحزبي في تموز (يوليو) المقبل. وسيترجَم ذلك بمؤتمر «الوسطاء»، بحيث يقرّر كبار زعماء الحزب اسم المرشح، وقد يؤدي ذلك إلى خسارة ترامب، بسبب علاقته السيئة مع النخبة الحزبية لدى الجمهوريين. وكان البليونير الأميركي كرر خطابه المشحون ضد الأقليات أمس، وقال إنه «مع التعذيب»، كما أعاد رواية غير أكيدة تعود إلى مئة سنة وتزعم أن الجنرال الأميركي السابق جون بيرشينغ قتل مسلمين في الفيليبين برصاص مغمس بدماء الخنازير. وتخيف نبرة ترامب المؤسسة الجمهورية، لذلك بدأ التحدُّث ضده على الملأ المرشحان السابقان ميت رومني وجون ماكين، وهو في حال فوزه بلقب الحزب سيكون كابوساً للجمهوريين بين الأقليات في الانتخابات. وبين الديموقراطيين نجح السناتور ساندرز في إبطاء تقدُّم كلينتون، بفوزه في ولايتي نبراسكا وكنساس، وتوقّع فوزه أمس في ولاية ماين. وفازت السيدة الأولى السابقة بولاية لويزيانا. وفيما عكست النتائج مأزقاً لكلينتون لدى الناخبين البيض، خصوصاً في الولايات الريفية، ما زالت وزيرة الخارجية السابقة الأكثر ترجيحاً للفوز بلقب الحزب، ولتقدُّمها ب1121 مندوباً في مقابل 479 لساندرز ومن أصل 2383 مطلوبين الفوز. وتحظى الوزيرة السابقة بأفضلية في الولايات الكبرى التي ستصوّت في الأيام المقبلة مثل ميشيغان وفلوريدا وأوهايو، وتحاول حملتها الضغط على ساندرز للانسحاب قبل مؤتمر الحزب الديموقراطي. وتواجهت كلينتون وساندرز في مناظرة ساخنة أمس، فيما حوّل المرشّحون من الحزبين تركيزهم إلى ولاية ميشيغان التي تصوّت الثلثاء. وتتقدّم كلينتون على ساندرز، فيما يحاول كايسيك اللحاق بترامب. وميشيغان هي الولاية ذات الحضور العربي الأميركي القوي في ديترويت وديربورن، وذهب الصوت العربي فيها للديموقراطيين منذ العام 2004، وبعد حرب العراق. على صعيد آخر، توفيت أمس نانسي ريغان (94 سنة)، أرملة الرئيس الراحل رونالد ريغان، بسبب مشاكل في القلب. نانسي دام زواجها من ريغان 52 سنة، إلى حين وفاته عام 2004.