هبطت أسعار النفط إلى أقل من 48 دولاراً للبرميل أمس، تحت ضغط من ارتفاع الدولار والزيادة المفاجئة في المخزون الأميركي، التي أشارت إلى استمرار وفرة الإمدادات على رغم مشاكل الإنتاج الحالية. ودعمت خسائر الإمدادات في كنداونيجيريا الأسعار قليلاً، لكن يُتوقع أن تساعد برودة الطقس رجال الإطفاء على مكافحة حرائق الغابات الكندية. وأفاد تجار بأن شركة «إكسون موبيل» تعمل على تعزيز إنتاجها من أكبر حقل للنفط في نيجيريا. وهبط خام «برنت» في العقود الآجلة 1.29 دولار إلى 47.64 دولار للبرميل. وبلغ الخام أعلى مستوياته هذه السنة عند 49.85 دولار للبرميل أول من أمس، لكنه أغلق عند مستوى أقل. ونزل الخام الأميركي في العقود الآجلة 1.06 دولار إلى 47.13 دولار للبرميل. إلى ذلك، نقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء عن مسؤول في وزارة الخارجية البحرينية قوله أن المملكة تأمل بأن تتوصل «منظمة البلدان المصدرة للنفط» (أوبك) إلى اتفاق على خفض إنتاجها في اجتماعها في الثاني من حزيران (يونيو)، ما قد يسمح بوصول الخام إلى 60 دولاراً للبرميل. وقال الوكيل المساعد لشؤون مجلس التعاون والدول الغربية في الوزارة، ظافر أحمد العمران: «نحتاج إلى مساعدة روسيا في إقناع أعضاء أوبك على فعل شيء لأننا لا نعتبر سعر النفط الحالي عادياً. إذا ارتفع إلى 60 دولاراً فهذا يرضينا». ومن ليبيا، أكد مسؤولون أن ناقلة دخلت مرسى الحريقة وبدأت تحميل النفط، وأضافوا أن الناقلة «سي - تشانس» التي كانت تنتظر تحميل النفط لشركة «غلينكور» نيابة عن «المؤسسة الوطنية للنفط» في طرابلس تحمّل 600 ألف برميل من النفط للشحن إلى بريطانيا. من جهة أخرى، أظهرت دراسات أن شركات تجارة النفط العالمية تلجأ إلى السحب من المخزون الوفير للنفط في منشآت التخزين، ما يشير إلى عدم وجود مخاوف تذكر حتى الآن من الانخفاض الكبير في إمدادات كنداونيجيريا والذي قلص الإنتاج نحو مليوني برميل يومياً. وقال محلل النفط لدى «جيه بي سي إنرجي»، يوجين ليندل: «يوجد الكثير جداً من الخام في السوق» مضيفاً أن المشترين «يتوخون الحذر الشديد نظراً لتوافر مخزون كبير جداً». وكان محللون توقعوا أن يتقلص المعروض نتيجة حرائق الغابات الكندية التي التهمت نحو مليون برميل يومياً من الطاقة الإنتاجية. غير أن المخزون في نقطة التسليم في كوشينغ في ولاية أوكلاهوما الأميركية يظل عند مستوى قياسي هذا الأسبوع. وقال أحد التجار «ثمة صادرات زائدة ضخمة من إيران ومخزون غير مسبوق على الإطلاق (...) نحتاج إلى السحب من المخزون العائم كي تشهد السوق توازناً محكماً بحق». وفي أوروبا، انخفض مخزون النفط العائم في بحر الشمال إلى خمسة ملايين برميل الأسبوع الماضي من نحو سبعة ملايين قبل أسبوعين، في حين عجزت ناقلة عملاقة تابعة لشركة «توتال» تحمل خام «فورتيس»، عن إيجاد مشتر بحلول منتصف الأسبوع وفقاً لمصادر تجارية. وفي غرب أفريقيا، توقف إنتاج نحو 800 ألف برميل يومياً في الأسبوع الأخير، بسبب هجمات المسلحين وحادث أصاب خط أنابيب تابعاً لشركة «اكسون موبيل». وما زال 15 مليون برميل على الأقل متاحة للتصدير وتسير تجارتها بخطى بطيئة. إلى ذلك، منحت النروج عشرة تراخيص نفطية في المنطقة القطبية الشمالية إلى شركات للطاقة لتفتح رقعة جديدة للتنقيب للمرة الأولى في 20 سنة وتسمح بالوصول إلى منطقة بحرية على الحدود مع روسيا. وتأمل النروج بأن تساعد المناطق الجديدة في تعزيز قطاع يشهد إلغاء لمشاريع وخفضاً للتكاليف والوظائف بسبب هبوط أسعار الخام 57 في المئة منذ منتصف 2014.