اتهمت مصادر في حركة «حماس» الرئيس محمود عباس بأنه تراجع عن موقفه بقبول اقتراح قدمته «حماس» الى حركة «فتح» يقضي بالتوصل الى تفاهم مشترك بين الحركتين، فيما اتهمت الأخيرة الأولى بأنها لا تزال ترفض التوقيع على الورقة المصرية للمصالحة. وانتقد عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» نبيل شعث ما أطلق عليه «مشروع بلير - نتنياهو» لتخفيف الحصار عن غزة، واعتبر أن هذا المشروع جاء لحماية إسرائيل من الضغط الدولي. وقالت مصادر في «حماس» ل «الحياة» إن الرئيس عباس وافق قبل أيام على اقتراح قدمه رئيس الحكومة المقالة في غزة اسماعيل هنية الى الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى يقضي بالتوصل الى اتفاق ستوقع عليه الحركتان ثم توقع «حماس» الورقة المصرية، اللتان ستشكلان مرجعية مشتركة لعملية المصالحة الفلسطينية. وأضافت أن الرئيس عباس تراجع عن هذا الموقف بعد أيام قليلة، من دون ابداء الأسباب. وأوضحت الى أن وفد المصالحة الفلسطينية برئاسة رجل الأعمال منيب المصري قرر الغاء زيارة الوفد الى قطاع غزة بسبب هذا الموقف من قبل الرئيس عباس. في غضون ذلك، رأى عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» نبيل شعث إن المصالحة الفلسطينية ما زالت تراوح مكانها. وعزا شعث ذلك إلي رفض «حماس» التوقيع على ورقة المصالحة المصرية التي وقعت عليها «فتح» في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. وقال إن «حماس» تعهدت التوقيع على الورقة المصرية في حال ضمنت لها «فتح» أخذ ملاحظاتها في الاعتبار، مضيفاً أن الأخيرة تعهدت بذلك ووافقت على مناقشة الملاحظات وأخذها في الاعتبار، إلا أن «حماس» تراجعت ورفضت التوقيع. وشدد شعث على أن المطلوب الآن هو خطوة من «حماس» حتى يتم الاتفاق، إلا أن الأخيرة ترفض أن تتقدم هذه الخطوة. وبدا شعث، المتفائل على الدوام متشائماً هذه المرة، وقال إن التفاهم بين الحركتين أصبح صعباً جداً. وأشار إلى عدم ترحيب قيادة «حماس» بزيارة عباس لغزة، لافتاً الى أن كل التصريحات التي تصدر من غزة تجعله يتردد كثيراً قبل أن يزور القطاع. واعتبر أنه على كل من الحركتين التنازل عن بعض مطالبها التي تتمسك بها حتى يتم التوصل لاتفاق وسط يرضي الجميع وينهي أزمة الانقسام. وقال شعث في تصريح إلى موقع صحيفة «الرسالة نت» التابعة لحركة «حماس» إن «حماس» ترتكب خطأ فادحاً إذا اعتقدت أن قضية أسطول الحرية هي انتصار لها وحدها، وسيغنيها عن الوحدة الوطنية بخاصة بعد المطالبات برفع الحصار عن غزة. وانتقد شعث ما أطلق عليه «مشروع بلير - نتنياهو» لتخفيف الحصار عن غزة. واعتبر أن هذا المشروع جاء لحماية إسرائيل من الضغط الدولي كما ورد في مقدمته، بعد تصاعد الانتقادات لدولة الاحتلال عقب جريمتها ضد «أسطول الحرية» مطالباً بإنهاء الحصار عن غزة وليس تخفيفه أو شرعنته نظراً لكونه جريمة حرب مخالفة للقانون الدولي.