استغرب وكيل الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة لشؤون الأرصاد الدكتور سعد المحلفي من حالة «الهلع» التي تعتري حالياً بعض سكان المناطق السعودية، والمرتبطة بتداعيات ارتفاع درجات الحرارة، مؤكداً أن موجات الحر المسجلة حتى الآن لم تتجاوز المعدل الطبيعي. وقال ل «الحياة»: «في حال تجاوزت درجات الحرارة المعدل الطبيعي سنعمل على إطلاق رسائل تحذيرية لجميع القطاعات المعنية ووسائل الإعلام»، في المقابل حذر رئيس قسم المخ والأعصاب في مستشفى الحرس الوطني في محافظة جدة البروفيسور حسين القحطاني من التعرض المباشر لأشعة الشمس في حال ارتفاع درجات الحرارة، موضحاً أن ذلك يمكن أن يسهم في الإصابة ب «جلطات حرارية» تؤدي في الغالب إلى الدخول في غيبوبة تامة، مشيراً إلى أن درجة حرارة الجو في حال ارتفاعها لمعدلات تتجاوز 50 درجة فإنها تكون قاتلة في كثير من الأحيان. وعاد المحلفي ليؤكد على أن أجهزة رصد وقياس الحرارة التابعة لهيئة الأرصاد وحماية البيئة تعمل على مدار الساعة، ويتم أخذ درجة القياس على رأس كل ساعة. وأضاف: «إن عمليات قياس درجات الحرارة تخضع لأسس ومعايير دولية، إضافة إلى أن الأجهزة المستخدمة على مستوى عال من التطور، خصوصاً وأن الدقة في عملية القياس مهمة للغاية، إذ تترتب عليها أمور عدة، منها سلامة الملاحة الجوية، مشيراً إلى أن الأجهزة تعمل بطريقة آلية في القياس وهي موزعة على جميع أنحاء المملكة، وقال: «إن معظم المناطق السعودية تتميز بارتفاع درجات الحرارة صيفاً، ما عدا المرتفعات الجبلية في أقاليم عسير ومحافظة الطائف والباحة». وحول تأثيرات ارتفاع درجات الحرارة لمعدلات عالية، أفاد المحلفي أن ارتفاع الحرارة يؤثر بشكل سلبي على بعض عناصر التنوع الإحيائي لدينا من ثروات نباتية وحيوانية، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن ارتفاعات الحرارة تأتي في الصيف على هيئة موجات حرارية وتختلف معدلاتها من منطقة لأخرى، إذ يمكن أن تصل الحرارة في تلك الموجات إلى 49 و50 درجة مئوية. وأوضح أن الأرصاد تطلق تحذيرات مع كل موجة حرارة يتوقع مرورها في السعودية وذلك عبر وسائل الإعلام كافة، وتابع: «نقدم نشرات تحذيرات مفصلة عن أي موجة للحر والتوقعات المصاحبة لها»، مشدداً حرص الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة على تبليغ جميع القطاعات الحكومية والخاصة بتوقعاتها المرتبطة بارتفاع درجة الحرارة، وقال: «هناك تعليمات صريحة في هذا الخصوص، إذ يتم التبليغ من قبل الهيئة لجميع القطاعات الحكومية، وخصوصاً إدارات الدفاع المدني بتوقعاتها لوجود موجة طقس حرارية وارتفاع لدرجات الحرارة»، مضيفاً أن الأرصاد تنبه في عمليات التبليغ بأهمية الإلزام بتعليمات الأمن والسلامة وعدم التعرض لأشعة الشمس في وقت ذروة ارتفاعها تجنباً لعدم الإصابة بضربات الشمس، إضافة إلى شرب الماء بكميات كبيرة في فصل الصيف وعند ارتفاع درجات الحرارة لمعدلات عالية. وأشار إلى أن الأرصاد تؤكد على جميع الجهات التي يتعرض العاملون فيها لأشعة الشمس بتقليص عدد ساعات العمل، وعدم ممارستهم الأعمال الميدانية تحت أشعة الشمس المباشرة في وقت الظهيرة. من جانبه، نبه رئيس قسم المخ والأعصاب في مستشفى الحرس الوطني في جدة البروفيسور حسين القحطاني من التعرض المباشر لأشعة الشمس في حال ارتفاع درجات الحرارة، ومضى بالقول: «إن ارتفاع درجات الحرارة الخارجية يؤثر سلباً على الإنسان، إذ من المتوقع إصابته بجلطة حرارية ودخوله في غيبوبة، في حال تعرضه لأشعة الشمس أو جلوسه في مكان حار لفترة طويلة»، مبيناً أن درجات الحرارة إذا بلغت 50 درجة مئوية وما فوق فإنها تكون قاتلة في كثير من الأحيان. وتحدث القحطاني عن مدى تأثر الفرد بارتفاع درجة حرارة الجو، ليشير إلى أن قوة التأثير ترتبط بعوامل عدة، منها: كمية السوائل التي يفقدها الجسم، والإصابة بالأمراض المزمنة، إضافة إلى كمية المياه التي يتناولها في اليوم، موضحاً أن قانون العمل الدولي يمنع العمل في درجات حرارة الطقس المرتفعة التي حددها ب50 درجة مئوية. وأضاف: «في حال وصول درجات الحرارة إلى هذا المعدل وما فوق، يمنع العمل بحسب القانون الدولي للعمل، لأنها درجة حرارة قاتلة للفرد إذا تعرض لها». وواصل حديثه قائلاً: «ينصح دائماً بعدم التعرض لأشعة الشمس لأكثر من نصف ساعة، لان ذلك يمكن أن يصيب الفرد بالجلطة الحرارية، وزاد: «إن مرض الجلطة الحرارية أو السكتة الحرارية هو اضطراب في وعي المريض مع فقدان الوعي وغيبوبة مصاحبة لارتفاع في درجات حرارة الجسم، نتيجة تعرضه لأشعة الشمس في درجات حرارة مرتفعة أو الجلوس لفترات طويلة في أماكن حارة ومغلقة».