تتجه الأزمة في مدينة طوزخورماتو إلى التهدئة بعد اشتباكات عنيفة شهدتها الأسبوع الماضي، وخلص اتفاق بين قوات «البيشمركة» وقادة «الحشد الشعبي» على انسحاب القوات المشتبكة من المدينة واستبدالها بأخرى من خارجها. ونص الاتفاق على استبدال قوات البيشمركة في صلاح الدين بأخرى قادمة من كركوك المجاورة، بينما استبدلت فصائل الحشد من أفواج «بدر» و «عصائب أهل الحق» و «سرايا الخراساني» القريبة من إيران، بفصيل «فرقة العباس القتالية» التابعة للمرجعية الدينية في النجف وتأتمر بقرارات الجيش العراقي. وقال قائممقام طوزخورماتو شلال عبدل ل «الحياة» إن «الطرفين ملتزمين بالهدنة وبدأوا بالانسحاب تدريجاً من مركز المدينة نحو الأطراف والقيام بمهمات حماية المدينة ضد هجمات داعش». وأضاف أن «طلائع قوات من البيشمركة التابعة لمحافظة كركوك المجاورة وقوات من الحشد الشعبي تابعة للمزارات الدينية (فرق العباس القتالية) بدأت بالفعل تصل إلى المدينة لغرض استلام مواقع المنسحبين منها، تنفيذاً لاتفاق التهدئة». وتابع عبدل أن «الهدوء يعم المدينة في شكل واضح ولم يجرِ قتال بين الجانبين منذ توقيع قادة الحشد والبيشمركة الاتفاق المشترك». وبعد انجلاء حمى الاشتباكات التي اندلعت في المدينة الأسبوع الماضي وجدت على حيطان بعض المنازل عبارات تهديد تبادلها الطرفان خلال أوقات الاشتباكات، فيما يجري التنسيق لتعويض المتضررين وتشكيل غرفة عمليات مشتركة لمنع تكرار ما حدث. واعتبر نائب رئيس تنظيمات حمرين في حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» حسن بهرام في حديث مع «الحياة» أن «الهدنة الموقعة هي الأخيرة ولن تكون بعدها أي اجتماعات أو اتفاقات للبيشمركة والحشد لأن الأهالي تعبوا من الهدن الموقتة». وأضاف أن «الأطراف متفائلة بالاتفاق على أمل أن يستمر على ما هو عليه وعدم تكرار الاشتباكات المسلحة داخل المدينة». إلى ذلك، اعتبرت الجبهة التركمانية العراقية في صلاح الدين أن «الحلول الترقيعية» لن تحل أزمة طوزخورماتو الأمنية. وقال رئيس الجبهة هيثم مختار في بيان إن «الأزمة بحاجة إلى حلول دائمة لترسيخ السلام والتعايش الأهلي فيها وإن الحلول الترقيعية ووقف إطلاق النار لن تحل قضية المدينة». وأبدى استغرابه من عدم دعوة النواب التركمان للاجتماع الذي عقد في «مطار الصديق» في أطراف المدينة بين الحشد والبيشمركة، حيث وقعت الهدنة، وتساءل عن غياب دور خلية الأزمة التي شكلها القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي في التسوية. واندلعت اشتباكات عنيفة بين البيشمركة و «الحشد الشعبي» (التركماني) على خلفية انفجار وقع في منزل ضابط كردي، أسفر عن مقتل وإصابة العشرات من الجانبين، بعد خمسة أشهر من اشتباكات مماثلة شهدتها المدينة في تشرين الثاني الماضي.