يضع خبراء عسكريون معركة سنجار التي أطلقتها «البيشمركة» أمس في إطار خطة لتحرير المناطق المتنازع عليها بين كردستان والحكومة المركزية في بغداد، تمهيداً لضمها إلى كردستان، وفي وقت يحتدم الخلاف بين الأكراد. وتوقعوا أن يكون توحدهم في الهجوم بداية لتسوية نزاعاتهم الداخلية. وتمكنت «البيشمركة» أمس، مدعومة بغطاء جوي أميركي، ومقاتلين إيزيديين، إضافة الى مسلحي أحزاب كردية سورية تابعة ل «حزب العمال»، من تحرير 70 في المئة من بلدة سنجار، فيما اندلعت اشتباكات بينها وعناصر من «الحشد الشعبي التركماني» في طوزخرماتو التابعة لمحافظة صلاح الدين. وأعلن «مجلس أمن» الإقليم في بيان إن «7500 من عناصر البيشمركة بدأوا عملية لاستعادة سنجار، من ثلاثة محاور بدعم من مقاتلات التحالف الدولي، وبإشراف الرئيس مسعود بارزاني، لمحاصرة داعش الإرهابي وقطع طريق إمداده بين العراق وسورية». وأشارت المصادر الأمنية الكردية إلى نجاح الهجوم، حتى مساء أمس، في تحرير نحو 70 في المئة من سنجار التي استولى عليها التنظيم، قبل سنة. ونفت قيادة قوات «البيشمركة في بيان «مشاركة عناصر حزب العمال (تعتبره الولاياتالمتحدة وتركيا ارهابياً) في الهجوم»، واعتبرت «ما أشيع يهدف إلى التقليل من دورها وخلق انقسامات بين الإيزديين». ويتوقع أن تشهد سنجار صراعات سياسية، بعد تحريرها، للسيطرة بين الحزب «الديموقراطي»، بزعامة بارزاني، وفصائل إيزيدية وكردية موالية لحزب «العمال». الى ذلك، اندلعت اشتباكات عنيفة بين «البيشمركة» ومقاتلين من «الحشد الشعبي» التركماني في طوزخورماتو، وقفت خلالها الشرطة الحكومية على الحياد. وقال قائمقام المدينة شلال عبدل ل «الحياة» إن «خمسة اشخاص قتلوا، ثلاثة منهم من الحشد واثنان من البيشمركة»، وأضاف أن «المسلحين انتشروا في الشوارع على رغم حظر التجول»، مؤكدًا ان «السلطات تسعى الى التهدئة قبل أن تتوسع الاشتباكات أكثر». وقال مصدر مسؤول عراقي ل «الحياة» إن «الموظفين والطلاب محاصرون داخل مؤسساتهم، وقد أقدم مقاتلو الحشد على خطف 15 مواطناً كردياً فردّ الأكراد بخطف 15 تركمانياً وتبادل الطرفان إطلاق النار لساعات، قبل ان يقتحم المسلحون المستشفى العمومي وسط المدينة»، مشيراً إلى أن «المناطق التركمانية تشهد انتشاراً للحشد الشعبي في شكل ملحوظ». وقال معاون مدير الفوج الرابع في «البيشمركة» النقيب هشام صالح انه «قبل أسبوعين نصبت البيشمركة حاجزاً ثابتاً في الشارع الرئيسي للمساعدة في فرض الأمن، فأطلق عناصر من الحشد الشعبي النار في اتجاه الحاجز، وخطفوا مدنياً، فردّ عليهم عناص البيشمركة بالمثل، وقتلوا ثلاثة منهم، فيما جرح عنصر واحد من البيشمركة ونقل إلى المستشفى وتطور الحادث إلى اشتباكات عنيفة بين الطرفين».