تجدد المعارك في مدينة طوزخروماتو (محافظة صلاح الدين) بين الفصائل الشيعية المنضوية في «الحشد الشعبي» و»البيشمركة» الكردية، في خرق للهدنة التي عقدت بين الطرفين قبل خمسة أشهر، بوساطة إيرانية، وأسفرت اشتباكات امس عن قتل وإصابة العشرات. وتعرضت مباني ومراكز تابعة للطرفين لقصف عنيف أحدث أضراراً جسيمة، ودخلت دبابات وعربات «هامفي» تابعة ل «البيشمركة» المدينة، وانتشر قناصون من عناصر الحشد على أسطح المباني العالية. وقال قائمقام طوزخورماتو شلال عبدل (كردي) ل «الحياة» ان «الاشتباكات اندلعت بعد انفجار قنبلة يدوية قرب منزل عضو حزب الاتحاد الوطني الكردستاني كوران جوهر ليل السبت (أول من أمس) يعتقد ان عناصر في الحشد الشعبي (تركماني) يقفون وراء الحادثة». واضاف ان «قوات كردية مجهزة بدبابات وأسلحة وصلت إلى طوزخورماتو صباحاً لتبدأ سلسلة معاركة قبل ان تجري دعوات للتهدئة خففت الاحتقان في المدينة بعض الشيء». وأبلغت مصادر أمنية وطبية الى «الحياة» ان «آمر قوة الدفاع في قوات البيشمركة العميد سيروان شقلاوي، وثلاثة ضباط آخرين ومدنياً واحداً قتلوا وجرح ستة بينهم نساء وأطفال أكراد بينما قتل سبعة من عناصر الحشد وجرح 27 بينهم نساء واطفال ايضاً». وقال ارشد الصالحي، رئيس الجبهة التركمانية في العراق ل «الحياة» ان «قوة خارجية دخلت طوزخورماتو ونحن متخوفون من ان تكون هي المسؤولة عن الأحداث، وعلى الأحزاب والمسؤولين الأكراد تحديد موقفهم من هذه القوات وسبب وجودها في المدينة»، (في إشارة ضمنية الى وجود عناصر من منظمة pkk التركية). وتابع ان «ما يجري في طوزخورماتو ليس في مصلحة أحد. وهناك محاولات لفرض التهدئة، ولكن الجانب الكردي يسيطر على مداخل المدينة ويمنع خروج ودخول الجرحى ويتقاسم الى جانب الحشد الشعبي التركماني النفوذ في المدينة». إلى ذلك، قال مسؤول الجبهة التركمانية في طوزخورماتو هيثم مختار أوغلو ل «الحياة»: «تعرضت مراكزنا للقصف على رغم أننا لم نتدخل في الأحداث واعتبرناها خلافات بين الطرفين». وأوضح ان «منظمة pkk تدخلت في أحداث تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وقالت في حينها إنها جاءت لحماية الأكراد، ومن غير المستبعد أن تكون هي المتسببة بأحداث الأمس». وأكد الأمين العام لقوات «البيشمركة» جبار ياور أن «هناك جهوداً مشتركة تسعى إلى تهدئة الأوضاع في طوزخورماتو»، محملاً «عناصر غير منضبطة في الحشد الشعبي مسؤولية الاشتباكات». ولفت الى أن «القوات الكردية حاولت احتواء الموضوع، إلا ان رصاصة قناص من قوات الحشد قتلت ضابطاً في البيشمركة وفجرت الأزمة». واعتبرت كتلة «بدر» التي ينتشر مقاتلوها في المدينة ان «الاقتتال الداخلي الذي جرى أخطر من مواجهة داعش»، ودعا رئيس الكتلة قاسم الأعرجي الى «تغليب المصلحة العامة»، مشدداً على «ضرورة الإسراع في التهدئة». وشهدت طوزخورماتو معارك مماثلة في تشرين الثاني (نوفمبر) العام الماضي بين الجانبين، انتهت بوساطة إيرانية أفضت الى اتفاق على وقف للقتال بين الجانبين بعدما قتل وأصيب العشرات من المسلحين والسكان وأحرقت مئات المنازل والمتاجر في الأحياء المختلطة.