تواصل السلطات الحكومية والوفود المفاوضة في مدينة طوزخورماتو، بمحافظة صلاح الدين شمال العراق، عقد محادثات لتسوية الأزمة المندلعة منذ أيام في المدينة، إثر الاشتباكات بين قوات «الحشد الشعبي» في المنطقة وقوات «البيشمركة» الكردية، في حضور وسطاء إيرانيين من دون إيجاد حلول. وقال شلال عبدل أحمد، قائممقام طوزخورماتو، ل «الحياة»، أن «اجتماعات عدة انعقدت في طوزخورماتو لساعات متتالية منذ اندلاع الاقتتال يوم الخميس، لكن من دون جدوى حيث أنه فور إعلان وقف إطلاق النار تعود الأوضاع إلى ما كانت عليه بعد وقت قصير». وأضاف عبدل أحمد: «اتفقنا على إنهاء الأزمة وتبادل الرهائن وتشكيل لجنة لإدارة الأمن في المدينة، لكن الأمر عاد إلى ما قبل أن نتّفق». وأشارت مصادر إلى أن أكثر من ثلاثة اجتماعات للتباحث عقدت حتى ظهر أمس، وتبعها اجتماع للجنة حكومية من بغداد. وقال رئيس الجبهة التركمانية، تنظيم صلاح الدين هيثم مختار أوغلو، ل «الحياة»، أن «الجبهة التركمانية تطالب بإخراج البيشمركة والحشد الشعبي التركماني من طوزخورماتو لتجنيبها الحرب المندلعة هناك»، لافتاً إلى أن «قوى كبرى تسعى الى إشعال النار في المدينة ومن ثم في كل البلاد، وهي التي ترفض أن تفرز تلك الاتفاقات الناتجة من المفاوضات حلولاً إيجابية». وقالت مصادر أمنية ل «الحياة»، أن «طريق بغداد - كركوك، شمال العراق، ومن ثم إقليم كردستان، بات سالكاً، لكن الأكراد والتركمان يتعرضون لمضايقات بحواجز التفتيش المنصوبة للجانبين». وأشار إلى أن «العشرات لا يزالون محتجزين لدى الطرفين، وعمليات الإحراق التي تطاول المنازل والمتاجر مستمرة، إضافة إلى الاشتباكات المحدودة». ووصل وفد حكومي مرسل من رئيس الحكومة حيدر العبادي، إلى المنطقة لفرض الحوار على الطرفين. ومن بين الشخصيات التي وصلت طورهان، المفتي المنسق العام والنائب جاسم محمد جعفر، والنائب أرشد الصالحي، من التركمان، والنائب شوان الداودي ومستشار رئيس الجمهورية خالد شواني، من الأكراد، وجمع من القيادات الحكومية والعسكرية رفيعة المستوى بمصاحبة قوة عسكرية كبيرة. وقال مصدر حكومي ل «الحياة»، أن «الزيارة تأتي للاطلاع ميدانياً على الأوضاع والمساعدة في استتباب الأمن». كما قالت مصادر سياسية ل «الحياة»، أن «إقبال محمد إقبال المعروف بإقبال آغا، المسؤول الإيراني الذي وصل إلى طوزخورماتو من أجل تهدئة الأوضاع وإيجاد مخرج للأزمة، ما زال موجوداً بصفته مستشاراً للحشد الشعبي». وأشارت إلى أن «إيران هي من أسّس الحشد الشعبي في طوزخورماتو، لذلك هي تسعى الى التوسط في حلّ الأزمة». الى ذلك، قال الخبير في شؤون الجماعات المسلّحة هشام الهاشمي، ل «الحياة»، أن «الأزمة لن تنتهي بهذه الاتفاقات لأن الأمر ليس حرباً طائفية أو قومية وهي فعل ورد فعل، لذلك يجب استبدال القوّتين بقوات أخرى». وأضاف أن «القوة ليس بالضروري أن تكون نفسها، وإنما قوات أخرى من البيشمركة وأخرى من الحشد الشعبي، وذلك من أجل الحفاظ على ما تبقى من الممتلكات الخاصة وأرواح المدنيين، لأن الجانبين لا يتعاملان في شكل نظامي وإنما في شكل عشائري». وكان القيادي في «الحشد الشعبي» سامي المسعودي، قال خلال لقائه الأمين العام لمنظمة «بدر» هادي العامري، أنه لن يتم السكوت عن التجاوزات بحق أبناء المكون التركماني في طوزخورماتو. وأصدرت منظمة «بدر» بياناً استنكرت فيه ما وصفته ب «حملة الإبادة التي تشنّها البيشمركة الكردية على الأهالي المدنيين في طوزخورماتو، وقتلها العشرات من الآمنين وتدمير منازلهم». وأعلن المتحدث العسكري باسم حركة «عصائب أهل الحق» جواد الطليباوي، إرسال لواء خاص مدرّب على حرب المدن إلى طوزخورماتو لردع من وصفهم ب «المعتدين» على حدّ تعبيره، متهماً القيادة الكردية بإدخال قوات من حزب العمال الكردستاني إلى المدينة ل «قتل التركمان الشيعة». ووجّه نائب الرئيس العراقي نوري المالكي، تحذيراً ل «البيشمركة» في طوزخورماتو، قائلاً: «نحذر البيشمركة من استهداف المدنيين في طوزخورماتو»، مناشداً «القوات الأمنية والحشد الشعبي حماية المواطنين».