تواصلت الاشتباكات بين قوات «البيشمركة» و «الحشد الشعبي» التركماني في مدينة طوزخورماتو، في محافظة صلاح الدين، على رغم تعالي الأصوات الداعية إلى التهدئة، فيما دخلت إيران على خط المفاوضات. وقال حسن بهران، القيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني ل «الحياة» أن «مفاوضات عقدت برئاسة الاتحاد الوطني مع القادة التركمان في طوزخورماتو، لتسوية الخلافات ومنع زهق الأرواح وتدمير الممتلكات»، مشيراً إلى أن «الأكراد قادرون على الرد لكن القيادة ترفض الدخول في الحرب مع الحشد حالياً لأن حربها الرئيسية هي مع داعش». وأضاف أن «قوات البيشمركة والأسايش (الأمن) كثفت انتشارها في الأحياء الكردية داخل المدينة، بعدما أحرق نحو 300 منزل ومتجر وخطف نحو 50 شخصاً»، مبيناً ان «الفوضى قد تكون في مصلحة المندسين وتشجعهم أكثر بعدما أقدم الحشد على اقتحام المستشفى العمومي وضرب مقار الأحزاب الكردية». وقال مقرر البرلمان العراقي نيازي معمار أوغلو الذي يتحدر من طوزخورماتو ل «الحياة» إن «الفتنة التي اندلعت مستمرة والبرلمان دعا إلى التهدئة والانشغال في محاربة الإرهاب»، مشيراً إلى أن «الرهائن الذين تعرضت ممتلكاتهم للسرقة والتخريب، أكراد وتركمان». وتابع أن «الأكراد بدأوا يحتجزون القادمين من كركوك وهو عمل مشين»، مبيناً أن «17 كردياً قتلوا ونحو 9 من التركمان في أعمال العنف إضافة إلى عشرات الجرحى». وزاد أن «الآمال معقودة على تدخل القياديين الأكراد الذين وصلوا الجمعة إلى طوزخورماتو للتهدئة وكذلك القيادات في الحشد الشعبي الذين وصل منهم مسؤول محور الشمال ومسؤول منظمة بدر». وعلمت «الحياة» من مصادر كردية داخل طوزخورماتو أن «مسؤولاً إيرانياً يدعى إقبال محمد إقبال وصل إلى المدينة أمس ودعا الطرفين إلى وقف النار». وقال معمار اوغلو أن «وجود الطرف الإيراني مهم لأن طهران وراء تأسيس الحشد الشعبي في طوزخورماتو». ميدانياً، قال شهود إن «النيران التهمت متاجر الذهب والبضائع الأخرى في سوق طوزخورماتو، إضافة إلى منازل عدة في المناطق المختلطة وما زال مصير الكثير من المخطوفين عند الجانبين مجهولاً لكنّ جثتين عثر عليهما صباح أمس». وعلى رغم فرض منع التجول في المدينة، لم تتوقف أعمال العنف، وظل القناصون متمركزين على أسطح المباني العالية. وقال الناطق باسم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، صلاح العبيدي في بيان إن الزعيم الشيعي «دعا الحشد الشعبي والبيشمركة إلى إنهاء الخلاف وتغليب لغة العقل»، مضيفاً أن «أي خلاف في البلد يصب في مصلحة شذاذ الآفاق وأعداء العراق». ودعت الجبهة التركمانية الممثل السياسي للتركمان في العراق والتي ظلت على الحياد خلال أحداث طوزخرماتو إلى «ضبط النفس» و «الصبر»، وشددت على ضرورة توحيد الجهود لمحاربة تنظيم «داعش».