قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن 20 غارة على الأقل نفذت في مناطق خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة في مدينة حلب شمال سورية اليوم (السبت)، وهو اليوم التاسع على التوالي لعنف وقصف أسفر عن سقوط قرابة 250 قتيلاً من المدنيين. ولم يذكر «المرصد» على الفور هل كان سلاح الجو السوري أم سلاح الجو الروسي هو الذي شن الغارات، وأوضح أن قصفاً نفذته قوات النظام السوري في مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في المدينة منذ 22 نيسان (أبريل) الجاري أسفر عن مقتل 140 شخصاً بينهم 19 طفلاً. وكانت مدينة حلب تعرضت لغارات أمس استهدف أحدها مستوصفاً طبياً في حي المرجة شرق المدينة، في حين أعلنت مجموعة من العلماء إلغاء صلاة الجمعة في مناطق سيطرة المعارضة خشية استهدافها بقصف جوي أو مدفعي، في خطوة غير مسبوقة. من جهة ثانية، قتل خمسة عناصر من القوات الأمنية الكردية اليوم في تفجير انتحاري استهدف حاجزاً لهم في مدينة القامشلي شمال شرقي سورية، بحسب ما أفاد مسؤول كبير. وقال القائد العام لقوات الأمن الداخلي الكردية (الأساييش) جوان إبراهيم ل «فرانس برس»، إن «انتحارياً فجّر حزامه الناسف في حاجز لقوات الأساييش» عند مفترق شارع الوحدة القريب من مقار قوات النظام السوري وميليشيا «الدفاع الوطني» الموالية لها في مدينة القامشلي في محافظة الحسكة. وأسفر التفجير، بحسب قوله، عن سقوط «خمسة شهداء وأربعة جرحى من قوات الأساييس». وأوضح إبراهيم أن الحاجز الذي تم استهدافه «يعد نقطة تماس بيننا (الأساييش) وبين قوات الدفاع الوطني»، مشيراً إلى أن قوات النظام حاولت مراراً السيطرة عليه. إلى أن «التحقيقات لا تزال جارية» لتحديد الجهة المسؤولة. ويأتي التفجير بعد نحو عشرة أيام على اشتباكات عنيفة بين «الأساييش» وقوات النظام السوري أودت بالعشرات، وانتهت باتفاق ينص على عودة الهدوء إلى المدينة وتبادل المعتقلين. وخلال تلك الاشتباكات، تبنى تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) تفجيراً انتحارياً استهدف يومها أيضاً حاجزاً لقوات «الأساييش». ويتقاسم الأكراد وقوات النظام السيطرة على مدينة القامشلي منذ العام 2012 حين انسحبت قوات النظام تدريجاً من المناطق ذات الغالبية الكردية محتفظة بمقار حكومية وإدارية وبعض القوات، لا سيما في مدينتي الحسكة والقامشلي. وبعد انسحاب قوات النظام، أعلن الأكراد إقامة إدارة ذاتية موقتة في مناطق كوباني وعفرين (ريف حلب الشمالي والغربي) والجزيرة (الحسكة)، أطلق عليها اسم «روج آفا» (غرب كردستان). وفي آذار (مارس) الماضي أعلنوا النظام الفيديرالي في مناطق سيطرتهم في شمال سورية.