في وقت استمرت الاشتباكات في شكل متفاوت العنف بين القوات النظامية السورية ووحدات حماية الشعب الكردية في مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة (شمال شرقي سورية)، شهدت مدينة حلب (شمال) غارات بالغة العنف استهدفت أحياء تسيطر عليها فصائل المعارضة، في ظل تقارير عن عشرات القتلى والجرحى. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، في تقرير أمس، أن «اشتباكات متفاوتة العنف» دارت بين وحدات حماية الشعب الكردية وقوات الأسايش ووحدات مكافحة الإرهاب من جانب، وقوات النظام وقوات الدفاع الوطني والمسلحين الموالين للحكومة السورية من جانب آخر، في القامشلي، مضيفاً أن الأكراد سحبوا جثث سبعة قتلى من عناصر النظام سقطوا في محيط حاجز عويجة بجنوب شرقي القامشلي. وكان نهار أول من أمس شهد اشتباكات عنيفة بين الجانبين في القامشلي، حيث تمكنت القوات النظامية - وفق المرصد - «من التقدم في بعض النقاط»، في حين «تعرضت أحياء تسيطر عليها القوات الكردية في المدينة لمزيد من القصف من قوات النظام... لترتفع حصيلة الشهداء إلى 5 على الأقل، بينهم سيدة وطفل وفتى، إضافة إلى أكثر من 22 جريحاً، بينهم طفلتان و5 مواطنات». وفي محافظة حلب (شمال سورية)، قال المرصد أنه «ارتفع إلى ما لا يقل عن 19 عدد الشهداء الذين قضوا نتيجة قصف طائرات حربية بما لا يقل عن 14 ضربة جوية لمناطق في أحياء الأنصاري وبستان القصر والسكري والصالحين وباب النيرب والمشهد والحيدرية وأحياء أخرى تسيطر عليها الفصائل في مدينة حلب، وذلك في واحدة من أعنف الضربات الجوية التي استهدفت المدينة». وتابع أن عدد الضحايا «مرشح للارتفاع لوجود عشرات الجرحى، بعضهم لا يزال في حال خطرة». في المقابل، سقط جرحى في قصف الفصائل الإسلامية والمقاتلة لمناطق سيطرة قوات النظام في حي صلاح الدين بمدينة حلب. وفي ريف حلب الشمالي، قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة أطراف بلدة عندان، فيما تعرضت منطقة الحاجب بريف حلب الجنوبي لقصف من قوات النظام «بالتزامن مع صلاة الجمعة». وفي محافظة اللاذقية (غرب)، أفاد المرصد بأن «الاشتباكات العنيفة مستمرة في محيط منطقة كبانة بريف اللاذقية الشمالي، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جهة، والفرقة الأولى الساحلية وحركة أحرار الشام الإسلامية وأنصار الشام والفرقة الثانية الساحلية والحزب الإسلامي التركستاني وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) وفصائل إسلامية ومقاتلة أخرى من جهة ثانية، ترافقت مع قصف قوات النظام مناطقَ الاشتباك». وفي ريف دمشق، ارتفع إلى 13 عدد الغارات التي نفذتها طائرات حربية منذ صباح أمس على منطقة المرج بالغوطة الشرقية، فيما دارت اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محيط بلدة بالا بالغوطة الشرقية أيضاً، وفق ما أورد المرصد الذي تحدث أيضاً عن سقوط طائرة حربية في سماء منطقة تل دكوة القريبة من بير القصب في ريف دمشقالجنوبي الشرقي. وأردف أنه لم ترد معلومات عما إذا كانت قد سقطت نتيجة استهدافها من جانب عناصر تنظيم «داعش»، أو إثر عطل فني أصاب الطائرة، «كما لا يزال حتى الآن مجهولاً مصير طاقم الطائرة». وفي محافظة حماة، قال المرصد أن طائرات حربية نفذت غارات عدة على ناحية عقيربات وقرى حمادة عمر وقنبر والقسطل، بالتزامن مع ضربات جوية على مناطق في قرى وبلدات الجندية وجب أبيض ومريجب الجملان بناحية السعن وأماكن في منطقة الرهجان، بريف حماة الشرقي. وتابع أن طفلاً قُتل «نتيجة قصف الفصائل الإسلامية مناطقَ في قرية شطحة الخاضعة لسيطرة قوات النظام بسهل الغاب» صباح أمس. وفي جنوب البلاد، قال المرصد أن «الاشتباكات العنيفة» تجددت أمس بين «لواء شهداء اليرموك» المبايع تنظيمَ «داعش» من جهة، والفصائل الإسلامية و «جبهة النصرة» من جهة أخرى، في محيط سد سحم الجولان بريف درعا الغربي.