طهران، شنغهاي، طشقند، بروكسيل - أ ب، رويترز، أ ف ب - سعت طهران إلى التودد إلى بكين بعد انتقادها، في حين أكدت موسكو تجميد صفقة صواريخ «أس-300» لإيران بموجب العقوبات الجديدة، وأبدت واشنطن «خيبة أملها» من تصويت تركيا ضد قرار مجلس الأمن لكنها أكدت أهمية دورها في اطار «حلف شمال الاطلسي». واعتبر الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد العقوبات بمثابة «رصاصة رحمة» أطلقت على الرئيس الأميركي باراك اوباما. وهددت إيران بأنها ستفتّش سفناً أجنبية في مياه الخليج، إذا تعرّضت سفنها للتفتيش بموجب القرار 1929. وأبلغت مصادر الرئاسة الفرنسية «الحياة» أن رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين أبلغ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خلال لقائهما في باريس أمس، أن موسكو «جمّدت» تسليم طهران أنظمة صواريخ روسية من طراز «أس-300» المضادة للطائرات، التزاماً بالعقوبات. وأكد بوتين أن التجميد نابع من «قرار سياسي قوي، لا سيما وأن ثمنه بالنسبة إلى روسيا كبير جداً». وأشار إلى أن «الإيرانيين المستاءين سيفرضون الآن غرامات جزائية نصّ عليها العقد، في حال عدم التنفيذ». وقالت مصادر الرئاسة الفرنسية ل»الحياة» إن ساركوزي هنّأ بوتين على تقدم موقفه بالنسبة إلى التصويت على العقوبات وتجميد صفقة الصواريخ، وأشار الرئيس الفرنسي إلى انه «في الظروف الحالية كان تسليم الصواريخ إلى إيران سيكون صعب التبرير». وأوضح بوتين أن قرار تأييد العقوبات لم يكن «اتخاذه سهلاً، لكنه مرتاح له». وحسم موقف بوتين تضارباً وارتباكاً خيّما على تصريحات المسؤولين الروس حول الصفقة، فيما أعلنت موسكو أن الرئيس ديمتري ميدفيديف سيُصدر مرسوماً يتضمّن لائحة بأنواع الأسلحة المحظور تصديرها إلى إيران. وفي بروكسيل، قال وزير الدفاع الأميركي بعد اجتماع لوزراء دفاع حلف شمال الأطلسي إنه «أُصيب بخيبة أمل لتصويت تركيا في شأن العقوبات على إيران». واستدرك قائلاً: «لكن تركيا حليف على مدى عقود للولايات المتحدة والدول الأخرى الأعضاء في الأطلسي». وأضاف أن «الحلفاء لا يتفقون دائماً، لكن اعتقد أن علينا تخطي هذه المرحلة، وهذا ما سنفعله». وشدد على أن «تركيا تواصل أداء دور حاسم في الحلف وثمة علاقة قوية بين جيشينا». وزاد أن «معظم الناس يعتقدون أن الإيرانيين لا يستطيعون فعلاً صنع أسلحة نووية قبل سنة أو سنتين على الأقل. وأقول إن تقديرات الاستخبارات تراوح بين سنة وثلاث سنوات»، مشدداً على أن «ذلك لا يشمل مرحلة صنع السلاح الذري أو تطوير صاروخ» يحمل شحنة نووية. وتوقع أن تبقى الولاياتالمتحدة «على تشاور وثيق مع إسرائيل في شأن العقوبات الجديدة»، محذراً من احتمال «إقدام إسرائيل أو غيرها على اتخاذ إجراءات عسكرية» ضد إيران. وأعدت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي مسودة بيان لفرض عقوبات إضافية على إيران، تستهدف خصوصاً قطاعات الطاقة من نفط وغاز والتجارة والنقل والتكنولوجيا والتجهيزات والخدمات والتأمين والمصارف والتأشيرات وعمليات تجميد أصول، لاسيما ضد «الحرس الثوري». واعتبر نجاد أن العقوبات «مجرد ورقة لا قيمة لها»، محذراً من أن «الولاياتالمتحدة تريد ابتلاع الشرق الأوسط». وأضاف خلال زيارته المعرض العالمي في شنغهاي، أن «مجلس الأمن أداة للديكتاتورية في يد الولاياتالمتحدة». ووصف القرار 1929 بأنه «غير ناضج إلى حد كبير». وغداة توجيه رئيس «المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية» علي أكبر صالحي انتقادات غير معهودة لبكين بسبب تأييدها العقوبات، عاد نجاد وأكد أن «العلاقات جيدة جداً مع الصين، والمشكلة الرئيسة هي مع الولاياتالمتحدة». وأعلن حسين إبراهيمي نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني، أن بلاده «سترد بالتأكيد على كل سفينة إيرانية تتعرض للتفتيش»، وقال: «سنفتش سفناً عدة في مقابل كل سفينة إيرانية تتعرض لذلك». وشدد على أن «الخليج الفارسي ومضيق هرمز سيكونان ساحة مناوراتنا في هذا المجال، وسنرد بقوة على كل من يريد الإضرار بنا». على صعيد آخر، تحلّ اليوم الذكرى الأولى لإعادة انتخاب الرئيس الإيراني والتي أعقبتها مواجهات بين السلطات وأنصار المعارضة التي لم تعترف بالنتيجة. وعشية الذكرى، اعتقلت السلطات مساعدة للمحامية شيرين عبادي الحائزة جائزة نوبل للسلام، فيما دعا أوباما العالم إلى دعم الشعب الإيراني في نضاله من اجل «الحرية».