أعلن الجيش المصري أمس أن طائراته المقاتلة دمرت مراكز لتنظيم «أنصار بيت المقدس»، الفرع المصري لتنظيم «داعش» في سيناء، فيما قُتل شاب برصاص مسلحين مجهولين في مدينة العريش (شمال سيناء). كما فرّقت قوات الشرطة تظاهرات محدودة خرجت أمس لمعارضة اتفاق ترسيم الحدود الذي وقعته مصر مع المملكة العربية السعودية، وتركّزت المسيرات التي ضمت العشرات في محافظة الجيزة. وقال الناطق باسم الجيش المصري في بيان إنه في إطار استكمال عملية «حق الشهيد» (العسكرية)، «قامت القوات الجوية بتوجيه ضربات جوية مركّزة ضد عدد من الملاجئ والتجمعات ومخازن الأسلحة والذخائر الخاصة بالعناصر الإرهابية شديدة الخطورة في شمال سيناء والتي تستخدمها العناصر الإرهابية في مهاجمة قوات الجيش والشرطة». وبدا لافتاً أن الجيش المصري قصف تلك المواقع عبر طائرات «إف 16» القتالية، وفق شريط فيديو وصور نشرها الناطق باسم الجيش، بعدما كان يعتمد في عمليات ملاحقة المسلحين في سيناء على المروحيات القتالية لا سيما من طراز اباتشي. وأكد البيان العسكري أن الضربات أسفرت عن «تدمير كامل للأسلحة والمخازن والملاجئ المستهدفة في مناطق جنوب الشيخ زويد وغرب الجورة (شمال سيناء)، والقضاء على كافة العناصر الإرهابية التي تتحصن بها»، متعهداً أن تواصل عناصر الجيش والشرطة «بكل عزيمة وإصرار أعمال المداهمات والتمشيط مدعومة بغطاءٍ جوي للقضاء على كافة البؤر والأوكار الإجرامية». وفي موازاة ذلك، قالت مصادر طبية وشهود إن مسلحين مجهولين أطلقوا الرصاص على شخص في العقد الثالث من العمر من أبناء مدينة العريش أثناء استقلاله سيارته جنوب وادي العريش فقتل ونقل جثمانه إلى مستشفى العريش. على صعيد آخر، فرّقت قوات الأمن تظاهرتين لنشطاء في محيط مسجدي الاستقامة ومصطفى محمود في الجيزة، ولوحظ ضعف المشاركة في الدعوات التي أطلقتها قوى سياسية وجماعة الإخوان المسلمين احتجاجاً على إعلان السلطات المصرية تبعية جزيرتي تيران وصنافير للسعودية. فلم تجذب الدعوات سوى العشرات الذين شاركوا في المسيرتين في الجيزة (جنوبالقاهرة)، وسرعان ما تفرق المحتجون مع تدخل قوات الشرطة، في الوقت الذي شهدت المناطق الرئيسية في القاهرة لا سيما ميدان التحرير هدوءاً كبيراً. وقال مصدر أمني في مديرية أمن الجيزة إن أجهزة الأمن قبضت على 12 من المشاركين في المسيرات بعدما تمكنت من تفريق المشاركين بالقنابل المسيلة للدموع. وكانت المسيرتان قد خرجتا من مسجدي الاستقامة ومصطفى محمود، عقب انتهاء صلاة الجمعة، وسرعان ما تدخلت قوات الشرطة التي ألقت قنابل الغاز ما أدى إلى تفريق المتجمعين في الشوارع الجانبية. وكانت وزارة الداخلية حذّرت، في بيان، مما وصفته ب «محاولات للخروج على الشرعية»، وقالت إنها «دعوات تحريضية أطلقتها جماعة الإخوان لتنظيم مسيرات تستهدف إثارة الفوضى ببعض الشوارع والميادين واستثمارها في خلق حالة من الصدام بين المواطنين وأجهزة الأمن». ودعت الوزارة المواطنين إلى «عدم الانسياق وراء الدعوات المغرضة» وحذّرت «من أي محاولات للخروج على الشرعية».