عاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى القاهرة مساء أمس الجمعة، بعد أن قطع زيارة الى اثيوبيا حيث كان يحضر قمة الاتحاد الأفريقي في اعقاب مقتل 30 جنديا على الأقل في انفجارات وهجمات في شبه جزيرة سيناء. وأعلن تنظيم ولاية سيناء -جناح تنظيم داعش الارهابي في مصر- المسؤولية عن الانفجارات والهجمات. وقالت رئاسة الجمهورية في بيان إن السيسي حضر اثناء وجوده في اديس ابابا الجلسة الافتتاحية للقمة. وقال مسؤولون كانوا في استقباله في المطار إنه سيعقد سلسلة اجتماعات مع المسؤولين خلال الساعات المقبلة لبحث التطورات في شمال سيناء. ووقعت الليلة قبل الماضية أربع هجمات منفصلة على قوات الجيش والشرطة في شمال سيناء تعد من أعنف الهجمات دموية في سنوات. وسقط معظم الضحايا في تفجيرات بسيارات ملغومة وهجمات بقذائف المورتر استهدفت فندقا لضباط الجيش والكتيبة 101 ومديرية الامن بمدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء. وقال بيان أصدرته قيادة الجيش إن المجلس الأعلى للقوات المسلحة اجتمع امس الجمعة بقيادة الرئيس السيسي «لبحث وتحليل الأحداث الإرهابية التي وقعت الخميس بشمال سيناء.» وأضاف البيان إن المجلس يشدد على أن «تلك الأعمال الإرهابية الخسيسة لن تثنينا عن القيام بواجبنا المقدس نحو اقتلاع جذور الإرهاب والقضاء عليه». كما أكد على «استمرار وتكثيف أعمال المداهمات والملاحقات لكافة عناصر الإرهاب والتطرف بسيناء وكافة ربوع البلاد بالتعاون مع عناصر الشرطة المدنية». وقالت مصادر أمنية إن ثلاث طائرات حربية نقلت جثث القتلى الثلاثين إلى القاهرة. وتقدم المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء المصري، والفريق أول صدقى صبحي، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، الجنازة العسكرية التى أقيمت أمس للشهداء، وأدى الحضور صلاة الجنازة وقرأوا الفاتحة على أرواح الشهداء، وقدموا العزاء لأسر الشهداء الذين قدموا أرواحهم دفاعًا عن وطنهم وأمنه واستقراره، مؤكدين أن القوات المسلحة والشرطة المدنية فداء لشعب مصر العظيم، وأن مصر ماضية بكل عزم على التصدى للإرهاب واقتلاع جذوره، وأن مثل هذه العمليات الإرهابية لن تزيد رجالها إلا إصرارًا وقوة وإيمانًا بقدسية المهام المكلفين بها للدفاع عن تراب مصر. وحضر مراسم الجنازة الفريق محمود حجازى، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، واللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، والمهندس خالد عبد العزيز، وزير الشباب والرياضة وقادة الأفرع الرئيسية، وكبار قادة القوات المسلحة والشرطة المدنية، والدكتور على جمعة، مفتى الديار المصرية السابق، وممثلون عن الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف والكنيسة المصرية، وعدد من أسر الشهداء. من جانبه، قال اللواء محمد نور الدين، الخبير الأمني، إن هذا الإرهاب الخسيس لن يثني المصريين، على مواصلة دعمهم لقوات الجيش والشرطة في محاربة الإرهاب، مؤكداً أن مصر ماضي في هزيمة الإرهاب. وأشار إلى أن مصر، لن تتراجع عن مواجهة الإرهاب الدولي، بكافة مستوياته، مؤكدا أن كل الضباط والجنود مستعدين للتضحية بأنفسهم، من أجل الوطن. إلى ذلك، شهدت العاصمة القاهرة وعدة مدن مصرية أمس إبطال عشرات القنابل المتفجرة، فيما طاردت أجهزة الأمن والمواطنون مسيرات جماعة الإخوان الإرهابية فى الشوارع، وسط تشديدات أمنية في مختلف المحافظات وتكثيف الوجود الأمني أمام المنشآت الحيوية والمصالح الحكومية والمنشآت الشرطية تحسبًا لأي أعمال إرهابية، كما تم نشر تشكيلات الأمن المركزي على مداخل ومخارج المحافظات بالعديد من الكمائن الثابتة والمتحركة. وشهد يوم أمس الجمعة مطاردة قوات الأمن والمواطنين مسيرات محدودة لأنصار الإخوان الإرهابي نظمها العشرات عقب صلاة جمعة أمس، بعدة مناطق أبرزها الجيزة والمطرية والهرم وعين شمس، وأطلقت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المسيرات، مما أدى إلى حدوث حالة من الكر والفر بين عناصر الإخوان وقوات الأمن. وانتشرت سيارات التدخل السريع وسيارات الأمن المركزي بميدان الحصري، وبشارعي الهرم وفيصل، وبالمهندسين، للتصدي لأي تظاهرات تابعة لأنصار الإخوان. ونجح خبراء المفرقعات بالحماية المدنية بالفيوم أمس، من إبطال مفعول أربع عبوات ناسفة زرعها مجهولون بجوار عدد من الأماكن الحيوية والمرافق الخدمية دون خسائر بشرية، كما أشعل مجهولون النار في سيارتين تابعتين لجهاز مدينة 6 أكتوبر كما تمكن خبراء المفرقعات من العثور على 3 عبوات هيكلية بجوار غرفة غاز بمحطة المطبعة بمنطقة فيصل، فيما عثرت أجهزة الأمن بالقليوبية على مخزن بداخله طلقات نارية وكميات من المواد المستخدمة في تصنيع المتفجرات والقنابل البدائية الصنع داخل شقة أحد عناصر جماعة الإخوان الإرهابية بشبرا الخيمة. على صعيد متصل أصيب شخص في انفجار قنبلة بدائية الصنع، تم زرعها في عمود إنارة بطريق الإسكندرية - مطروح الصحراوي، بمنطقة العجمي، غرب لإسكندرية، كما أصيب فردي شرطة في انفجار قنبلة على نقطة أمنية الأمني متمركزة في مينا البصل.