أصدر المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، تقريراً جديداً عن «حال الحريات في العالم العربي»، في ختام اجتماع عقده في القاهرة، استمر أربعة أيام. وصدر في ختام الاجتماع نفسه بيان يدين الاعتداء الإسرائيلي على «أسطول الحرية» ويصفه بأنه من أعمال القرصنة والإرهاب. وعلى هامش اجتماعه العام عقد الاتحاد اجتماعاً موسعاً في مقر اتحاد الكتاب المصريين في القاهرة حضره ممثلون لجامعة الدول العربية واليونسكو والأليكسو، والأمين العام ل «المؤتمر القومي العربي»، ورئيس اتحاد الناشرين العرب، ورئيس اتحاد المسرحيين العرب، وأمين عام المجلس الأعلى المصري للثقافة ناقش اقتراحات عدة حول القمة الثقافية العربية المقترحة، بناء على طلب من الزعيم الليبي معمر القذافي. وتقرر في هذا الشأن تكليف الأمين العام لجامعة الدول العربية ونائبيه بصياغة ما تم الوصول إليه تمهيداً لعرضه على القذافي، بوصفه رئيس القمة العربية التي عقدت في سرت في آذار (مارس) الماضي. وتضم المقترحات ثلاثة جوانب، هي: استراتيجية للعمل الثقافي، وضع تصور للمشاريع المهمة التي ينبغي أن تُعطى أولوية في التنفيذ، صياغة القرارات العاجلة التي تحتاج للتوقيع الفوري من الملوك والرؤساء العرب. ومن ناحية أخرى، عقد الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب خلال الفترة نفسها، بالتعاون مع «رابطة الأدب الإسلامي العالمية» مؤتمراً تحت عنوان «علي أحمد باكثير ومكانته الأدبية»، حضر افتتاحه وزير الثقافة المصري فاروق حسني ونظيره اليمني محمد أبو بكر المفلحي ووزير الإعلام اليمني حسن أحمد اللوزي. وضم المؤتمر الذي واكب مرور مئة سنة على ميلاد باكثير ثماني جلسات قدم خلالها 40 بحثًا عن ريادته في مجالات أدبية عدة مثل المسرح والرواية والشعر. وواكب المؤتمر صدور عدد خاص من مجلة «الهلال» تصدرت غلافه صورة لباكثير، واحتوى ملفاً تحت عنوان «باكثير المبدع والإنسان». أما تقرير «حال الحريات في العالم العربي» فلحظ أن لا يزال هناك الكثير من السلبيات والانتهاكات، منها سجن كتاب ومثقفين وصحافيين، وملاحقتهم قضائياً، وحجب أو إلغاء أكثر من صحيفة ووسيلة إعلام، ووضع قيود تشريعية على حرية التعبير، وحظر أو مصادرة عدد من الكتب، وممارسة الرقابة بمستويات مختلفة على وسائل التعبير والمطبوعات وأجهزة الإعلام. وانتقد التقرير كذلك مراقبة شبكة «الإنترنت»، وسجن أو ملاحقة المدونين على هذه الشبكة، وافتقار بعض البلاد العربية إلى الجمعيات والهيئات التنظيمية الممثلة للكتاب، ومصادرة حرية التظاهر والاجتماع ومختلف الأشكال السلمية للتعبير عن الرأي في كثير من البلدان العربية. واشتملت السلبيات التي رصدها التقرير على قوائم الكتب المقدمة في معارض الكتاب في البلدان العربية، ومنع الكثير من العناوين عرضاً وبيعاً، ومنع بعض الكتّاب من ممارسة حقهم الطبيعي في السفر تحت دعاوى مختلفة، ومنع بعض الكتاب والصحافيين من الكتابة في الصحف والدوريات... «وفي هذا الصدد ينظر الاتحاد العام بعين القلق إلى ما يحيط بحرية الكتاب والأدباء في فلسطينالمحتلة، وما يتسم به وضعهم من اعتداءات ممنهجة، ومن تضييق وقمع وحصار». وحمل التقرير كذلك على تقييد حرية تداول الكتب والمنشورات بين البلدان العربية، مشيراً إلى أن الاتحاد العام «ينظر بالقلق إلى واقع الكتاب والأدباء في العراق الذي لا يزال مضطرباً ويشوبه العنف وعدم الاستقرار، ما يحد من حقهم الطبيعي في التعبير والعودة إلى وطنهم».