خليجي للتنسيق في محاربة الإرهاب». وقال إن قوات المارينز في شمال الموصل تدعم الجيش العراقي «الذي أحرز تقدماً في المنطقة»، ولم تستبعد زيادة عديدها «إذا دعت الحاجة». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس هيئة الأركان الجنرال جوزيف دانفورد، أنه اتصل بنظيره السعودي الأمير محمد بن سلمان واتفق معه على إقامة «مجلس أميركي- خليجي للتنسيق في محاربة الإرهاب، على أن يبدأ عمله في 21 نيسان (أبريل) المقبل. وأفادت وكالة الأنباء السعودية أن ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بحث مع كارتر «في توسيع مجالات التنسيق بين البلدين ودول الخليج حيال القضايا الإقليمية والدولية والعسكرية، وتعزيز فرص الاستقرار في المنطقة، بما فيها الجهود المشتركة لمكافحة التطرف». يذكر أن كارتر سيكون في الرياض في 20 الشهر المقبل، تمهيداً لزيارة الرئيس باراك أوباما الذي يصل إلى العاصمة السعودية في 23 من الشهر ذاته. من جهة أخرى، أكد وزير الدفاع الأميركي قتل عدد من قادة «داعش» خلال غارات شنها التحالف الدولي في سورية والعراق، مشيراً إلى «التخلص من عبد الرحمن القادولي الذي كان يُشرف على العمليات المالية للتنظيم». وأوضح أن «القضاء على هذا المسؤول من شأنه إضعاف قدرات الإرهابيين على شن عمليات داخل البلدين وخارجهما». وأكد أن القادولي «إرهابي معروف، وهو ثاني مسؤول يقتل في غضون أسابيع، بعد عمر الشيشاني الذي كان بمثابة وزير الدفاع». وكان الشيشاني قتل في ضربة أميركية أثناء وجوده في منطقة الشدادي السورية التي خسرها «داعش» لصالح «قوات سورية الديموقراطية» التي تدعمها الولاياتالمتحدة. وتابع كارتر: «قبل بضعة أشهر، قلت إننا سنهاجم الهيكلية المالية للتنظيم وبدأنا ضرب مواقعه لتخزين الأموال، والآن نتخلص من قادته الذين يتولون إدارة ماليته، وهذا سيقلل من قدرته على تجنيد عناصر. إن هدف حملتنا، أولاً وقبل كل شيء، القضاء على داعش في العراق وسورية من خلال التركيز على معاقله في مدينتي الرقة والموصل». وكانت وزارة العدل الأميركية خصصت سبعة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إلى القادولي، ما يجعله المسؤول الأرفع في التنظيم بعد أبو بكر البغدادي الذي «يساوي» عشرة ملايين دولار. وأضاف كارتر أن «التحالف يضرب داعش بانتظام، خصوصاً قادة الصف الأول فيه»، لافتاً إلى أن «قوات المارينز في العراق تدعم الجيش الوطني الذي تقدم إلى مواقع جديدة»، موضحاً أن « القوات العراقية هي التي تشن الهجمات ونحن نوفر لها الدعم فقط». وزاد إن التنظيم «يعمل على تجنيد كل قدراته لاستهداف أوروبا، وقد أظهرت هجمات بروكسل أن القارة في حاجة للانضمام إلى الولاياتالمتحدة ضد داعش في العراق وسوريا». إلى ذلك، قال الجنرال دانفورد: «نتوقع زيادة عديد القوات الأميركية في العراق للقضاء على داعش الإرهابي، لكن لم يتخذ قرار في هذا الشأن حتى الآن»، لافتاً إلى أن «نشر القوات المقاتلة يأتي تمشياً مع عملنا للضغط على التنظيم». وأضاف أن قوات «المارينز» في الموصل تقدم الدعم والمشورة للقوات العراقية العاملة هناك، ونتوقع زيادة في القدرات المقدمة إلى هذه القوات تحضيراً لمعركة الموصل». في بغداد أكدت مصادر أمنية ل «الحياة» مشاركة قوات المارينز في الحملة على الموصل، فيما شن «داعش» هجمات انتحارية امس في محاولة لاسترجاع قرى عند أطراف ناحية القيارة كان خسرها أول من أمس. وتواجه القوات العراقية تحديات كبيرة بعد فتح جبهة الموصل، فيما تخوض معارك مفتوحة في الأنبار منذ أسابيع، وسط مخاوف من استنزافها على جبهتين، ويعول قادة ومسؤولون محليون على اتخاذ الولاياتالمتحدة قراراً بمشاركة أوسع لقواتها. وقالت مصادر مطلعة ل «الحياة» إن قوات المارينز تشارك في العملية التي انطلقت لتحرير الموصل بالقصف المدفعي». وأضافت أن «التعزيزات العسكرية التي أرسلتها واشنطن إلى العراق تمركزت في محور مخمور، شرق الموصل، مع مدافع ثقيلة، وشرعت منذ فجر الخميس في قصف معاقل داعش في ناحية القيارة». ونشر فريق التواصل الإلكتروني التابع لوزارة الخارجية الأميركية أمس، صوراً لعدد من عناصر المارينز وهم يقصفون مواقع في أطراف الموصل، مؤكداً المشاركة في عمليات تحرير مدن محافظة نينوى وتأمين الحماية للقوات العراقية.